للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بل غالب الصحابة. لما لم تقارب مناقب هذين الرجلين لم تختلف الأمة فيهم «١» فكما أنه ليس كل فضيلة توجب النزاع في صاحبها وغيره. كذلك كل معارض لا يصلح أن يكون معارضا مفرقا للناس.

وأيضا: فإن كل من عارض القرآن إنما سرق بعض ألفاظه، وتابع أسلوبه فلم يلحق به لأنه مادته، كما أن التلاميذ لما كانت مادتهم في التأبيد من جهة المسيح لم يفضلهم أحد عليه، ولم يسوهم به.

وأما" العنسي" الذي صلب على العود فلا أحقق لفظه لأنه مشتبه الصورة في الكتاب الذي نقلت منه.

فإن أراد الأسود العنسي- بعين مهملة ونون وسين مهملة- فذاك قتل غيلة «٢»، ولم/ نعلم أنه صلب، وإن أراد القيسي أو غيره من الألفاظ فلا نعلم من هو إلا أن «٣» يكون مسيلمة الكذاب، ولم نعلم أنه صلب أيضا، ومن قرآنه «٤»:" ضفدع بنت «٥» ضفدعين/. نقي كم «٦» تنقين. أعلاك في الماء


(١) قال الله تعالى: لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ ورِضْواناً ويَنْصُرُونَ اللَّهَ ورَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ... إلى قوله: رَؤُفٌ رَحِيمٌ [سورة الحشر، آية: ٨ - ١٠].
(٢) خبر مقتل الأسود العنسي في صحيح البخاري (كتاب المغازي، باب قصة الأسود العنسي) وهل كان مقتله في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كما سبق في ترجمته ص: ٦٠٨، أم بعد وفاته؟ الأرجح أن قتله كان قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه أتاه خبره وهو في مرض موته الذي مات فيه- والله أعلم-.
[انظر فتح الباري ٨/ ٩٣، والاستيعاب ٣/ ١٢٦٥، والبداية والنهاية ٦/ ٣١٠].
(٣) في (ش): من هو الآن يكون.
(٤) فى (أ):" ومن قراءة".
(٥) في تاريخ الطبرى:" ابنة".
(٦) في تاريخ الطبري:" ما".

<<  <  ج: ص:  >  >>