للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكذب في الحرب لأنه «١» خدعة، وفى الإصلاح «٢» بين الناس، وفي إرضاء الرجل أهله، ورخص «٣» أن يوري في يمينه إلى شيء، إذا ظلم، أو خاف على نفسه. والتورية: أن ينوي غير ما نوى مستحلفه: ... وجاءت الرخصة في المعاريض وقيل:" إن فيها مندوحة عن الكذب" «٤».

قلت: هذه أحكام صحيحة في الإسلام. وقد سبق الكلام على أنواع الكذب «٥».

وأما التورية والمعاريض فكما قال إبراهيم عن زوجته: إنها أختي. وعني باعتبار الأب الأبعد، أو في الإسلام. وكذلك إسحاق.

وفي الحديث النبوي الصحيح قال:" لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات" ما حل «٦» بهن عن دين الله. ذكر قوله عن زوجته:" إنها أختي" وقوله لقومه:" إني سقيم" أي سأسقم. وقوله: «بل فعله كبيرهم هذا» «٧» وهذه معاريض وسماها كذبا مجازا.


(١) في تأويل مختلف الحديث: لأنها. وهو الأصح.
(٢) فى (م): وفي الاصطلاع.
(٣) في تأويل مختلف الحديث: ورخص له.
(٤) مثل يضرب في هذا المعنى. قاله عمران بن حصين- رضي الله عنه-، ونصه:" إن في المعارض لمندوحة عن الكذب" اهـ. [مجمع الأمثال ١/ ١٣]. وجعله البخاري عنوانا لما ورد في معناه من النصوص، فقال:" باب المعاريض مندوحة عن الكذب". وذكره الطبري فى تهذيب الآثار (١/ ١٢١) أنه من قول عمر بن الخطاب. والله أعلم بالصواب.
(٥) انظر ص: ٦٧٩ من هذا الكتاب.
(٦) ما حل: أي دافع وجادل ومن معانيه: المكر بالحق [انظر: لسان العرب ١١/ ٦١٩، وإكمال الإعلام بتثليث الكلام ٢/ ٥٩٦]
(٧) أخرجه البخاري في كتاب الأنبياء، باب واتخذ الله إبراهيم خليلا، ومسلم في كتاب الفضائل، باب من فضائل إبراهيم، حديث ١٥٤، وأبو داود في كتاب الطلاق باب في الرجل يقول لامرأته" يا أختي"، والترمذي في تفسير سورة الأنبياء، وأحمد في المسند (٢/ ٤٠٣) ولم يذكره المؤلف بأحد ألفاظهم. إنما ذكره بمعناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>