للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَبِّكَ ... (٢٧) «١» فإنه متردد «٢» بين الصفة الوجيهة اللائقة بمنصب الإلهية/ وبين/ الرتبة الجاهية الراجعة إلى العظمة الذاتية فحكم مثل هذا راجع إلى ترجيح المجتهد في أحكام العقائد فإن غالب مسائلها من هذا وأشباهه اجتهادية لكنها أعلى رتبة من مسائل الفروع فهذا هو الطريق الذي أراه قصدا بين الإفراط والتفريط سالما من الخبط والتخليط واللَّهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ.


- كما أن السحاب بين السماء والأرض من غير مماسة فليس فيه ما يوجب التأويل واعتبار المجاز.
أما حديث:" ساعد الله أشد ... " فإنه يتضح من سبب الحديث وهو ما أخرجه الإمام أحمد في المسند (٤/ ١٣٦ - ١٣٧) عن أبي الأحوص عن أبيه قال:" أتيت النبي- صلى الله عليه وسلم- فصعّد فيّ النظر وصوّب وقال أرب إبل أو رب غنم؟ قال من كل قد آتاني الله فأكثر وأطيب، قال فتنتجها وافية أعينها وآذاها فتجدع هذه فتقول صرماء. ثم تكلم سفيان بكلمة لم أفهمها- وتقول: بحيرة الله فساعد الله أشد وموساه أحد، ولو شاء أن يأتيك بها صرماء أتاك ... " الحديث. قال البنا:
رجاله ثقات، وقال في شرحه:
" معناه: لو شاء الله أن يخلقها ناقصة الأذن أو مشقوقتها لفعل، ولكنه خلقها كاملة الأعضاء فلا يجوز أن تعمد إلى تشويهها وقطع عضو منها. وهذا موضع الدلالة من الحديث"، [الفتح الرباني ١٦/ ٢٩].
قلت: فلو أثبتنا له سبحانه ساعدا على ما يليق بجلاله كما أثبتنا له يدا" ورجلا وعينا" ... فلا محذور في ذلك خاصة وقد ثبت النص بذلك أما قوله:" موساه أحد ... " فهو على المعنى المتقدم عند البناء. والله أعلم.
(١) سورة الرحمن، آية: ٢٧.
(٢) فى (أ):" منزل ددبين".

<<  <  ج: ص:  >  >>