من السلف من يعرف صفة الكلام: بأنه قديم النوع متجدد الآحاد، بصوت وحروف يسمع، فهل يصح النفي المطلق الذي ذكرتموه وهو: لا يصح إطلاق أن كلام الله ليس قديماً، ومما يرد ذلك: أن صفة الكلام صفة ذاتية فعلية، فيكون الكلام قديم النوع متجدد الآحاد متعلق بالإرادة والمشيئة؟
الجواب
قولهم: حادث الآحاد ليس فيها إشكال، وهذا ما نقول به، وهذا ما ينفيه الأشعرية والمعتزلة، وأما القول: بأنه قديم النوع، فهذا ليس خاصاً بالكلام، فكل الصفات الفعلية يقال فيها: إنها قديمة النوع.
وأصل الصفة لا شك أنه قديم، والله عز وجل ليس له أول، فهذا الهدف من قولهم: قديم النوع حادث الآحاد، والهدف هو بيان أن الحدوث ليس متعلقاً بالصفة من أصلها؛ حتى لا يستلزم أن يكون الله عز وجل في ذاته حادث، لكن هذا تفريق علمي قد يرد عليه إيراد علمي أيضاً، ولسنا في إطار الكلام في الاعتقاد وإنما في الحديث عن التدقيق اللفظي، فيرد عليه أن هذا ليس خاصاً بصفة الكلام، بل هو يشمل كل الصفات الفعلية التي لها مقتضى من المفعولات، فإنها تكون أيضاً قديمة النوع حادثة الآحاد، وهذا ما لا يقول به هؤلاء، فالمسألة خلاف في اللفظ وليس خلافاً حقيقياً.