أهل البيت لهم من الفضيلة ما ليس لغيرهم، فقوله:(ومودة القربى بها أتوسل) يعني: أتوسل بمحبتي للقربى من النبي صلى الله عليه وسلم، وهم أهل البيت.
والمقصود بأهل البيت: أقارب النبي صلى الله عليه وسلم كآل علي بن أبي طالب: الحسن والحسين، وآل العباس وآل عقيل، فكل هؤلاء يعتبرون من قرابة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بمحبة قرابته والتزامهم، ولهذا قال:(عليكم بشيئين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي)، والعترة: هم أهل البيت، وهم قرابة النبي صلى الله عليه وسلم.
وقوله:(ومودة القربى بها أتوسل) يعني: أتوسل إلى الله عز وجل بمودة القربى، وهذا نوع من أنواع التوسل الجائز، فإن التوسل ينقسم إلى قسمين: توسل مشروع وتوسل ممنوع، فالتوسل المشروع يكون بثلاثة أمور: الأمر الأول: التوسل بأسماء الله وصفاته.
والأمر الثاني: التوسل بدعاء الصالحين في حياتهم.
والأمر الثالث: التوسل بالأعمال الصالحة.
وهذا النوع من التوسل بالأعمال الصالحة، فإن مودة القربى من الأعمال الصالحة، وأما التوسل الممنوع فله مجال آخر.
ومن هنا نلاحظ: أن محبة الصحابة فريضة، وأن بغض الصحابة كبيرة من كبائر الذنوب، وقد توصل إلى الكفر.