للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مَرِضَ أَحَدُ الأَثْرِيَاء، وَحَارَ في عِلاَجِهِ الأَطِبَّاء؛ حَتىَّ فَكَّرَ في السَّفَرِ لِلْخَارِج، فَطَلَبُواْ مِنهُ إِجْرَاءَ بَعْضِ الأَشِعَّةِ لِيَعْرِفُواْ سَبَبَ المَرَض؛ فَأَظْهَرَتِ الأَشِعَّةُ مَرَضَاً خَبِيثَاً يَسْتَلْزِمُ إِجْرَاءَ عَمَلِيَّةٍ خَطِيرَة، وَنَظَرَاً لِضَعْفِ احْتِمَالِ نجَاحِهَا؛ نَصَحَهُ الطَّبِيبُ أَنْ يَعُودَ إِلى أَهْلِهِ لِيَكْتُبَ وَصِيَّتَه،

فَعَادَ الرَّجُلُ إِلى بَلَدِهِ مُسْتَسْلِمَاً لِقَضَاءِ الله، وَكَتَبَ وَصِيَّتَهُ كَمَا نَصَحَهُ الأَطِبَّاء، وَبَيْنَمَا هُوَ يَمْشِي في بَلَدِهِ بِسَيَّارَتِهِ وَكَانَ مِصْرِيَّاً؛ إِذْ أَبْصَرَ امْرَأَةً عَجُوزَاً تَلْتَقِطُ الْعِظَامَ أَمَامَ أَحَدِ محِلاَّتِ الجِزَارَةِ وَتَضَعُهَا في كِيس؛ فَاسْتَدْعَاهَا وَسَأَلَهَا: لِمَ تجْمَعِينَ الْعِظَامَ في هَذَا الْكِيسِ يَا أُمِّي؟!

<<  <   >  >>