للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعبدني حباً وتيمني هوى=فيا ما أذل العاشقين وما أخزى

وما درت الروض الأنيق نباته ... لروض علاء ينبت المجد والعزّا

وقال:

كدت أقضي عليك نحي نحيباً ... وأرى ذاك في رضاك قليلا

وقال:

يا أبا عامر عزاء جميلاً ... فإليكم يعزى العزاء الجميل

سنة الله في العباد وما في ... سنة الله للورى تبديل

حكمه الفصل ليس عنه انفصال ... وهو العدل ليس عنه عدول

وإذا كاشف الحقائق عقل ... شهدت لي بما أقول العقول

٧٤- وقال أبو مروان بن الحجاري:

أخوك أخو نكبات لها ... يرق العدو فكيف الصديق

كسدت ونظمي درّ نفيس ... وضعت ونثري مسك سحيق

منها:

فشيعه مكن دموعي انسكاب ... وودعه من فؤادي خفوق

وقال:

لو حسبت في الورى مواهبه ... لم يخل حسّابها من الغلت

وقد استرد الشباب خلعته ... ونبّهتني الخطوب من سنة

لولا أتتني الخطوب تطلبني ... ما علمت موضعي ولا درت

وقال:

فديتك لا تخف مني سلواً ... إذا ما غير الشعر الصغارا

أهيم بدن خل كان خمراً ... وأهوى لحيةً كانت عذارا

٧٥- وقال أبو علي الإدريس بن اليماني:

قبلةٌ كانت على دهش ... أذهبت ما بي من العطش

ولها في القلب منزلة ... لو عدتها النفس لم تعش

منها:

وكأن النجم حين بدا ... درهم في كف مرتعش

وقال في صبي عليه أسمال:

توشح بالظلماء وهو صباح ... فأمرضت الألباب وهي صحاح

وظل فؤادي طائراً عن جوانحي ... فليس له إلا الغرام جناح

قضيب صباح في وشاح دجنة ... ألا ليتني تحت الوشاح وشاح

ولا عجب أن أفسدتني جفونه ... فكل فساد في هواه صلاح

وقال:

علقته شادناً صغيراً ... وكنت لا أعشق الصغارا

أعارني سقم ناظريه ... فاستشعرت نفسه حذارا

يسفر عن وجه مستنير ... يرد جنح الدجى نهارا

لم أر من قبل ذاك ماء ... أضرم فيه الحياء نارا

وقال:

وعقبان خطف من نتاج أعوج ... تنقض من فرسانها بسباع

وقال:

ولرب ليل قد طرقت وهمتي ... أسرى بها إذ ليس يسري كوكب

منها:

وسروا فمغرب كلّ أرض مشرق ... لهم ومشرق كل أرض مغرب

والفجر ملقى النقاب مبرقع ... والليل مسدول الرواق مطنب

وكأن باهرة الكواكب معشر ... قام الهلال بهم خطيباً يخطب

وكأن نور الصبح راية فارس ... حمراء يتبعها خميس أشهب

وقال:

وقد سكنت عين دهمائهم ... كما سكن الفعل جزماً بلم

ملوك ولكنهم في الملوك ... كأمة أحمد بين الأمم

وطيب حتى رضاب الثغور ... فلا فم إلا وفيه شبم

منها:

همامٌ له شيمةٌ كالشمول ... تميت الهموم وتحيي الهمم

تنسمت نعمته بالثناء ... ونشر الثناء نسيم النعم

يد تقع الهام تحت الحسام ... بها والأقاليم تحت القلم

منها:

ولو خطرت بحبيب بن أوس ... طوى كلّ ما حاك في المعتصم

فيا كعبة الحسن وافاك عبد ... لطاعة سيده ملتزم

حججت وطفت أسابيع لكن ... تمام طوافي أن أستلم

وقال:

ثقلت زجاجات أتتنا فرغاً ... حتى إذا ملئت بصرف الراح

خفّت فكادت تستطير بما حوت ... وكذا الجسوم تخف بالأرواح

ولئن بك استغنيت عن كل ففي ... ضوء الصباح عن المصباح

وقال:

زعم العبير بأنه حاكاك ... كذب العبير وما حكى رياك

هذا شميمك فليهب نسيمه ... حتى تبين مقالة الأفّاك

وإن ادعى ريم الفلاة بأن في ... عينيه لمحة طرفك الفتاك

فليلتمحك بمقلتيه مغاذلاً ... حتى تفند قوله عيناك

وقال:

أنبات الهديل أسعدن ... أوعدن قليل العزاء بالأسعاد

بيد أني لا أرتضي ما فعلتن ... وأطواقكن في الأجياد

وقال:

وصدق دعوى الشوق برهان جسمه ... وما كل ذي دعوى تصدق دعواه

بذي لعس للاقحوان ثناياه ... وللورد خدّاه وللآس صدغاه

وللسوسن الريان صفحة خدّه ... وللبدر مجلاه وللمسك رياه

منها:

<<  <   >  >>