للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لقد كان معنى الجود عمي فانبرى ... له ابن أبي موسى ففك معماه

وما فتحت أيدي الحيا زهرة الربى ... كما فتحت روض القريض عطاياه

وقال:

الخاطفات أسافلاً وأعاليا ... فكأنهن ضراغم وأجادل

منها: تصبو غليك مشارق ومغارب=وتهيم فيك منابر ومحافل

تجري بما فيها تشاء كأنما ... حركتها فعلٌ وأنت الفاعل

لولا اضطرام اليأس فيك لدى الوغى ... لا خضر في يدك الوشيج الذابل

وقال:

وما اصفر وجه الشمس إلا لأنه ... لوجه الأمير الأريحي حسود

فغرته تغري سناك على الدجى ... وراحته تبدي الندى وتعيد

٧٦- وقال أبو الأصبغ بن أرقم:

انكسفي ويحك يا شمس ... وازة بما ضمنت يا رمس

في سر أجفانك لي مقلة ... وبين أضلاعك لي نفس

٧٧- وقال أبو جعفر بن جرج:

بيض مناظرها سود غدائرها ... كما تلاقى جنود الروم والحبش

كيف النجاة لقلب بات منتهشاً ... ما بين عقرب ذاك الصدغ والحنش

وقال:

ساروا فودعهم طرفي وأودعهم ... قلبي فما بعدوا عني ولا قربوا

هم الشموس ففي أعيني إذا طلعوا ... في القادمين وفي قلبي إذا غربوا

٧٨- وقال أبو الفضل بن حسداي الإسلامي:

عهد لليلى تقاضته الأمانات ... بانت وما قضيت منه لبانات

يدني التوهم للمشتاق ممتزجاً ... من الوصال وفي الأوهام راحات

تقضي عدات إذا هب الكرى وإذا ... هب النسيم فقد تهدي تحيات

لعل عتبي الليالي أن تعود إلى ... عتبي فتبلغ أوطار ولذات

٧٩- قال الأديب أبو اسحق إبراهيم بن خفاجة يستدعي نديماً:

لو ترى الشرب حولها من بعيد ... قلت قوم من قرة يصطلونا

وقال من قصيدة:

أذعت بهم سر الصباح وإنما ... سررت بهم ليل السرى فتبسما

فبتنا وبحر الليل مرتطم بنا ... نرى العيس غرقى والكواكب نوما

وقد وترت منها قسياً يد السرى ... وفوق منا فوقها المجد أسهما

وما هاجني إلا تألق بارق ... لبست به برد الدجنة معلما

فيا رب وضاح المحاسن أشقر ... رميت به الهيجا وقد فغرت فما

وبحر حديد قد تلاطم أخضر ... إذا عصفت ريح الجياد به طمى

وقد أفصحت أعطافه عن سيادة ... فشاهدت منه صامتاً متكلما

وطال رجال الحي طولاً ونجدة ... فأسدى يد النعمى وذاد عن الحمى

فلو وصلوا يوماً كعوباً لأسمره ... لكان على حكم السيادة لهذما

وقال من أخرى:

سايرته في حيث يحمل لأمتي ... أسد ويلوي معطفيه شجاع

في ليلة للرعد فيها صرخة ... لا تستطاب وللحياة إيقاع

والصبح قد صدع الظلام كأنه ... وجه وضئ شق عنه قناع

ودفعت في صدر الردى عن مطلب ... بيني وبين الدهر فيه قراع

وقال:

ورفلت في خلع علي من الدجى ... عقدت لها من أنجم أزرار

والليل يقصر خطوه ولربما ... طالت ليالي الركب وهي قصار

وقد شاب من طوق المجرة مفرقٌ ... فيها ومن خط الهلال عذار

وقال:

شراب الأماني لو علمت سارب ... وعتبى الليالي لو عرفت عتاب

وهل مهجة الإنسان إلا طريدة ... تحوم عليها للعقاب عقاب

وكيف يغيض الدمع أو يبرد الحشا ... وقد ماد أفنان وفات شباب

أقلب طرفي لا أرى غير ليلة ... وقد حط عن وجه الصباح نقاب

كأني وقد الصباح حمامه ... يمد جناحيه على غراب

وقال:

كفى حزناً أن لم يردني على النوى ... رسول ولم ينفذ إليك كتاب

وإني إذا يممت قبرك زائراً ... وقفت ودوني للتراب حجاب

ولو أن حياً كان جاور ميتاً ... لطال كلام بيننا وخطاب

وقال:

أراعي نجوم الليل حباً لبدره ... ولست كما ظن الخلي منجما

أقلب منه ناظري في غيابة ... لو اعترضت دون الصباح لأظلما

ترى يوسفا في ثوبه حسن صورة ... وتسمع داوداً لها مترنماً

وقال من أخرى:

سقياً ليوم قد أنخت بسرجة ... رياً تلاعبها الرياح فتلعب

سكرى يغنيها الحمام فتنثني ... طرباً ويسقيها الغمام فتشرب

تلهو فترفع للشبيبة راية ... فيه ويطلع للبهارة كوكب

<<  <   >  >>