للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كأنما غنى لشمس الضحى ... فنقطته طرباً بالنجوم

وقال ابن فتوح في الخيلان:

تتنفس الصهباء في لهواته ... كتنفس الريحان في الآصال

وكأنما الخيلان في وجناته ... ساعات هجر في زمان وصال

قال ابن بسام: وأنا أنشد في هذين المرين الجدري والخيلان ما أحفظه فمنه قول ابن مروان بن سراج:

جدرت فقالوا بها علة ... ستقبح بعد بآثارها

ألا إنها روضة نورت ... فزادت جمالاً بأنوارها

وقول أبي عامر بن عبدوس القرطبي:

أكثر الحاسدون فيك فقالوا ... جدري بدا على وجنتيه

ويحهم ما دروا بأنك ورد ... نثر الجوهر النفيس عليه

ونجوم السماء أسرى حلاها ... وجمال الوشاح في طريته

وقول أبي زيد بن العاصي:

عابه الحاسد الذي لام فيه ... أن رأى فوق خده جدريا

إنما وجهه كبدر تمام ... جعلوا برقعاً عليه الثريا

وقول أبي تمام بتن رباح:

خدك مرآة كل حسن ... تحسن من حسنها الصفات

مالي أرى فوقه نجوماً ... قد كيفت وهي نيرات

وقال: فأنشدني أبو محمد بن فرج الجياني يصف خالين نج غلام أحدهما أصغر من الآخر:

أني ضعفت عن الهوى صادني ... عبد القوى بلحظ ريم أحور

جسم من البلور يطفو فوقه ... عرق تبدى مثل نظم الجوهر

وبخده خالان أما واحد ... فيلوح والثاني كأن لم يظهر

وقال: أنشد أبو بكر الداني لنفسه:

بدا على خده خال يزينه ... فزادني شغفاً فيه على شغف

كأن حبة قلبي عند رؤيته ... طارت فقلت لها في الخد منه قفي

وقال سراج بن عبد الملك:

رفقاً بمنزلك الذي تحتله ... يا من يخرب بيته بيديه

قال ابن بسام ومثله للتهامي:

حرق سوى قلبي ودعه فإنني ... أخشى عليك وأنت في سودائه

وقال ولبعض العصريين:

فقلت له لا ترم قلبي فإنه ... مكانك والمرمى أنت ولا تدري

وقال ابن الوليد لابن حزم:

أذكيت قلبي بنأيك لوعة ... حتى خشيت على محلك فيه

وغير ذلك من قول ابن شرف:

عجبت منه واخشاي منازله ... كيف استقر بها من كثرة القلق

قال ابن بسام وقلبه بعض فتيان عصرنا أبو بكر بن بقي فقال:

أبعدته عن أضلع تشتاقه ... كي لا ينام على وساد خافق

قال ابن الملح:

وأدهم كالليل البهيم تعلقت ... به تحت كم الفجر كف نهار

سفينة بر سخرت غير أنها ... تجوب من الإلهاب لج غبار

قال علي بن بسام والشيء بالشيء يذكر إذا ناسبه أو قاربه، كان للمتوكل فرس أخضر أغر محجل، وعلى كفله ست نقط بيض، فذكرته للشعراء وتجاذبوا فيه أعنة القول، فممن أجاد في صفته النحلى في قوله:

حمل البدر جواد سابح ... تقف الريح لأدنى مهله

لبس الليل قميصاً سابغاً ... فالثريا نقط في كفله

وكأن الصبح قد خاض به ... فبدا تحجيله من بلله

كل مطلوب وإن طالت به ... رجله، من أجله في أجله

قال واراه أخذ البيت الثاني من قول الصاحب:

لبس الصباح أديمه فبدا لنا ... من بين عينيه سنا جوزائه

والثالث نبه عليه ابن نباته بقوله:

وكأنما لطم الصباح جبينه ... فاقتص منه فخاض في أحشائه

قال وما أراه نقل إلا لفظ ابن الشهيد ومعناه وهو قوله:

وكأنما خاض الصباح فجاء ... مبيض القوائم

وقال فيه أبو بكر الداني:

لله طرف جال بابن محمد ... فحوت به حوباؤه التأميلا

لما رأى أن الظلام أديمه ... أهدى لأربعة الهدى تحجيلا

كأنما في الردف منه مباسم ... تبغي هناك لوجهه تقبيلاً

ولأبي عبد الله بن عبد البر:

وكأنما عمر على صهواته ... قمر تسير به لرياح الأربع

قال ولم يحضرني من شعر أهل العصر في صف هذا الظرف إلا ما أثبت بعدما سقط مني وغاب عني.

قال يوسف بن هارون الرمادي:

وأبلق من شرط الطراد لزينة ... وإخوان ميدان ويوم قتال

فخضرته ثلث وثلثاه شمهة ... كعام صدود فيه يوم وصال

تدرع بدر التم حسناً وبهجةً ... فألزم في حيزومه بهلال

وقال أبو عامر بن عبدوس في صفة أشهب:

يا حسن هذا الجواد حين بدا ... في شية لم تكن لذي بلق

<<  <   >  >>