قام عليه النهار مدعياً ... فاعترفت عرفه يد الشفق
وقال أبو بكر بن حجاج:
وأشهب صافي بياض الأديم ... له شية زانها عرفه
كبدر سماء بدا زاهراً ... وقد مس في شفق طرفه
وقال ابن فتوح:
طرف يفوت الطرف سرعة عدوه ... ويضيق وسع الأرض عند مجاله
يبدي سواد الليل في إدباره ... ويريك وجه الصبح في إقباله
تعيا الرياح وراءه في لايه ... ويكل شأو الدهر دون كلاله
وقال الرمادي:
ومعارض للريح في حركاته ... لولا اللجام لجال كل مجال
ذو منظر حسن تضمن مخبراً ... حسناً وكان لزينة وقتال
حسنت به الحركات والمعشوق لا ... يصبى لغير براعة ودلال
حظمت حوافره السلام صلابة ... فكأنه من أوجه البخال
قال وهذا من قول حبيب:
أيقنت أن لم تثبت أن حافره ... من صخر تدمر أو من وجه عثمان
وأخذه البحتري فقال:
ما إن يعرف قذىً ولو أوردته ... يوماً خلائق خمدويه الأحول
وقال القسطلي:
سامي التليل كأن عقد عذاره ... في رأس غصن البانة المياد
يهدي بمثل الفرقدين وناب عن ... رعى السماك بقلبه الوقاد
فكأنما أطأ الأباطح والربى ... بعقاب شاهقة وحية وادي
وكأنه نمن تحت سوطي خارجاً ... في الروع شعلة قادح بزناد
وقال يحي بن هزيل:
في خضره مفترة في غرة ... كالصبح كشف عنه ليل أليل
يمشي العرضنة فهو يحكي بالطلى ... كيف الصدود عن الحبيب فيقبل
وقال أبو تمام ابن رباح من أهل عصرنا:
وأقب تنقد البروق إذا جرى ... من غيظها حسداً بأن لم تلحق
ملك الرياح قوائماً فجرى بها ... فيكاد يأخذ مغرباً في مشرق
وقال:
وتحتي ريح تسبق الريح إن جرت ... وما خلت أن الريح ذات قوائم
لها في المدى سبق إلى غاية ... كأن لها فيه نفوذ عزائم
وهمة نفس نزهتها عن الوجى ... فيا عجباً حتى العلا في البهائم
وقال عبد الجليل بن وهبون من قصيدة:
ذنبي إلى الدهر إن أبدى تعنته ... ذنب الحسام إذا ما أحجم البطل
قال علي بن بسام أشار فيه إلى قول حبيبب:
وقد يكهم السيف المسمى مينية ... وقد يرجع المرء المظفر خائبا
فآفة ذا أن لا يصادف مضرباً ... وآفة ذا أن لا يصادف ضاربا
وأخذه البحتري فقال:
وعذرت سيفي في نبو غراره ... إني ضربت فلم أقع بالمضرب
وقال ابن شرف ونقله أحسن نقل:
تقلدتني الليالي وهي مدبرة ... كأنني صارم في كف منهزم
وقال ابن عبد الصمد السرقسطي:
ذل في ذي الزمان تظمي ونثري ... ذلة السيف في يمين الجبان
قال وكان أبو الطيب سلك سبيلها حيث قال:
أتى الزمان بنوه في شبيبته ... فسرهم وأتيناه على الهرم
وقال أبو تمام:
نظرت في السير اللائي مضت فإذا ... وجدتها أكلت باكورة الأمم
وقال المعري:
نتمتع أبكار الزمان ... وجئنا بوهن بعدما خرف الدهر
وإن الذي كالبدر جدد عمره ... يعود هلالاً كلما فنى الشهر
وقال ابن شماخ من أهل عصرنا:
صفا للألى قبلي أتوا دار دارهم ... فلم يصف لي مذ جئت بعدهم عمر
فجاءوا إلى الدنيا وعصرهم ضحى ... وجئت وعصري من تأخره عصر
وقال أبو جعفر أبو قاسم المتحدث من أهل عصرنا:
لقى الناس قبلنا غرة الدهر ... ولم نلق منه إلا الذنابي
وقال أبو بكر الداني المعروف بابن اللبانة:
رضي المتوكل فارقته ... فلم يرضني بعده العالم
وكانت بطليوس لي جنة ... فجئت بما جاءه آدم
وقال ابن بسام وقال أبو عامر:
جناب ابن معن تجنبته ... فلم يرضني بعده العالم
وكانت مريته جنتي ... فجئت بما جاءه آدم
قال وقد تقدم في هذا المعنى لبعض شعراء من شعراء الدولة العامرية في قوله:
عوضت من قرطبة يابره ... ملك لعمري كرة خاسره
كآدم حين عصى ربه ... عوض بالدنيا عن الآخرة
وقال الفكيك في مثله:
لهفي على بغداد من جنة ... كانت من الأسقام لي جنة
كأنني عند فراقي لها ... آدم لما فارق الجنة
وقال المعروف بابن الحجاج: