تولى قضاء قرطبة أخوان يحملان اسم ابن حمدين أولهما أبو القاسم أحمد بن محمد بن حمدين. وتوفي سنة ٥٢١هـ (له ترجمة في قضاة الأندلس ص١٠٣ والصلة ص٨١) : والثاني أخوه حمدين ابن حمدين (له ترجمة في قضاة الأندلس ص١٠٣) ونرجح أنه هو المقصود لأن الأول كنيته أبو القاسم، ولأن وفاته كانت بعد ولادة المصنف بعامين والمصنف يذكر أنه معاصر للقاضي وقت تصنيف كتابه، ولهذا نرجح إنه الثاني، ويؤيد ترجيحنا أن الزبير أورده في كتابه صلة الصلة باسم أحمد؛ ولي القضاء سنة ٥٢٩ ونادى بنفسه أميراً لقرطبة سنة ٥٣٩ عند اختلال أحوال المرابطين وتسمى بأمير المسلمين المنصور واستمر حاكماً أربعة عشر شهراً ثم اختلت أحواله وكثرت عليه الفتن فهجر قرطبة وطاف البلاد واستقر أخيراً بمالقة تحت رعاية حكامها من بني الحسن حتى توفي سنة٥٤٧. (الخريدة ٢: ٢٢١) .
٢٥- أبو طالب عبد الجبار الذي يعرف بالمتنبي: من أهل جزيرة شقير. كان يعرف بالمتنبي، أبرع أهل وقته أدبا، وأعجبهم مذهباً وأكثرهم تفنناً في العلوم. وأوسعهم ذرعاً بالإجادة في المنثور والمنظوم. واقتصر على طريقة، فلم يطرأ على الدول. ولا تجاوز في شعره ملح الأوصاف والغزل. وله أرجوزة في التاريخ أغرب فيها. وأعرب بها عن لطف محله في الفهم. لم تذكر المصادر نسبه. وقد اعتمد العماد الكاتب في الخريدة (٢: ٢١٠) على تاريخ الأندلسيين بمصر، فتعرف إلى منيته أبو طالب ثم وجد في مجموع ابن الصيرفي المصري أن كنيته أبو الوليد، واستدل على أنه تجاوز العام ٥٣٧ لأنه ذكر في أرجوزته علي بن يوسف بن ناشفين، وهو استنتاج خاطئ، إذ أن ذكره لعلي بن يوسف لا يعني أنه عاش حتى نهاية خلافته. (الذخيرة ١: ٩١٦) .
٢٦- أبو القاسم محمد عباد: إسماعيل كافي الكفاة. كان وزيراً وكاتباً لمؤيد الدولة بن بويه ثم لأخيه فخر الدولة وله في ملكهما اليد المطلقة والمر النافذ، مات سنة ٣٨٥هـ كان من أبدع الكتاب وابلغ الأدباء. وكان مجلسه حافلاً بالأدباء والعلماء يطارحهم الآداب ويساجلهم الشعر ويغمرهم بأياديه البيضاء، وله مجموعة رسائل طبعت أخيراً. (الخريدة ٢: ٣٩٤) ٢٧- المعتضد بالله بن أبي الوزارتين: ص٢٥ قال ابن بسام: (ثم أفضى الأمر إلى عباد ابنه سنة ثلاث وثلاثين، وتسمى أولاً بفخر الدولة ثم بالمعتضد، قطب رحى الفتنة ومنتهى غاية المحنة. من رجل لم يثبت له قائم ولا حصيد، ولا سلم عليه قريب ولا بعيد. وقال ابن حيان: (كانت ولايته بعد موت أبيه القاضي يوم الاثنين غرة جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين، وقضى نحبه يوم السبت الثاني من جمادى الآخرة سنة إحدى وستين (الذخيرة ٢: ص٢٣) ٢٨- المعتمد على الله محمد بن عباد: قال ابن بسام: (ثم استوسق الأمر بعد المعتضد لابنه المعتمد وكان مع اشتغاله بالحرب، وسعة مجاله بين الطعن والضرب. مستمسكاً من الأدب بسبب، وضارباً في العلم بسهم، وله شعر كما انشق الكمام عن الزهر. لو صدر مثله عمن جعل الشعر صناعة. واتخذه بضاعة, لكان رائعاً معجباً, ونادراً مستغرباً. فما ظنك برجل لا يجد إلا راثياً، ولا يجيد إلا عابثاً (الذخيرة ٢: ٤١) ٢٩- الفقيه القاضي أبو الوليد الباجي: أبو الوليد سليمان بن خلف بن مسعود (أو سعدون) بن أيوب التجيبي، أحد أقطاب المذهب المالكي، وصاحب المؤلفات الفقهية القيمة، منها المنتقى وأحكام الفصول في أحكام الأصول وغيرهما، توفي بالمرية ٤٧٤ بباجة بالأندلس (Beja) تقع في البرتغال على بعد ١٤٠كم إلى الجنوب الشرقي من لشبونة.
قال بن بسام:(وقد برز في ميدان الأدب، وجعل الشعر بضاعته فوصل له الأسباب بالأسباب. حتى جن الإحسان بذكره، وغني الزمان بغرائب شعره. وقد توفي أبو الوليد الباجي سنة أربع وسبعين (الذخيرة ٢:) .
٣٠- الوزير أبو عامر بن مسلمة: أحد جهابذة الكلام، وجماهير النثار والنظام، من قوم طالما ملكوا أزمة الأيام، وخصموا بألسنة السيوف والأقلام، ولما ثلت تلك العروش الأموية، واحتلت تلك الدولة القرطبية، تحيز إلى المعتضد، أملاك قديمة كانت له في البلد، فعاش بفضل وفره، وتصون عن الدخول في شيء من أمره جمع للمعتضد كتاباً سماه (حديقة الارتياح في صفة حقيقة الراحة) دل على كثرة روايته. (الذخيرة ٢: ص١٠٥) .