قال ابن بسام: وإنما ذكرته في هذا القسم الغربي من أهل اشبيلية لأنها بيت شرفه المشهور، ومسقط عيشه المشكور, طرأ عليه منتحلاً للطلب، وقد شدا طرفاً من الأدب ... كان أبو الحجاج الأعلم يومئذ زعيم البلد، وأستاذ ولد المعتمد، فعول عليه في رحلته. وانقطع عليه بتفصيله وجملته. فقدمه للمعتمد. ولما ابتدأت الفتنة بالمعتمد، بادر بالخروج عن البلد، فلم يغني عنه نفار وأدركه مقداره، على قرب من مرسية، لقي قطعة من خيل النصارى فتورط فيهم، وقضى الله عليه بالشهادة على أيديهم. (الذخيرة ٢: ٤٧٣) ٤٧- الوزير أبو القاسم بن مزرقان: ذكر صاحب الذخيرة (أنه أكثر القوم قولاً وإصابة، فإنه يوفق في إصابة الأغراض وكلامه سهل قريب. وأنه قتل يوم دخول الملثمين اشبيلية على المعتمد)(المغرب١٢: ٢٦٦) ٤٨_ الوزير أبو مروان بن عبد العزيز: هو محمد بن عبد الملك بن عبد العزيز بن محمد بن الحسين بن كميل اللخمي الاشبيلي المعروف بابن المرخي أخذ عن أبي الوليد العتيبي وأبي عبيد البكري وأبي الحسين ابن سراج وأبي علي الغساني وسكن قرطبة، واختص بأميرها المرابطي محمد بن الحاج داود اللمتوني. فلما توفي يوسف ابن تاشفين سنة ٥٠٠ رفض ابن الحاج أن يبايع علي بن يوسف وانحاز له الملأ من أهل قرطبة، ثم إن ابن الحاج نكب وفسد وتدبيره. فهرب أبو بكر ابن المرخي إلى شرق الأندلس، حتى إذا رضي أمير المسلمين علي ابن الحاج عاد ابن المرخي إلى صحبته عندما ولي فاس وغيرها من أعمال المغرب ثم سرقسطة وبلنسية عندما وليهما. وظل في صحبته حتى قتل سنة ٥٠٨ بمعركة البورت (ومعناها البومب) . وبأخرة من عمره، جلس يقرئ الناس الكتب الأدبية، وكان مقرباً إلى اللمتونيين. ينتفع به الناس لحسن وساطته لديهم. وكان محدثاً متقناً ضابطاً حسن الحظ، واستكتبه علي بن يوسف مع أبي عبد الله بن أبي الخصال، وروى عنه ابنه الوزير أبو الحكم وغيره. وتوفي سنة ٥٣٠ وقال العماد سنة ٥٤٠. ودفن بمقبرة أم سلمة وشهد جنازته والي قرطبة الزبير بن عمر اللمتوني. (الذخيرة ٢: ٥٣٣) ٤٩- أبو الحسن البكري: اسمه أبو الحسن حكم بن محمد غلام أبي عبيد البكري.
وصفه ابن بسام بأنه (بحر من بحور الكلام، قذف بدر النظام، فقلده أعناق الأيام. من شعراء الدولة العبادية. ولما انجابت غيومها، وامحت نجومها بخلع صاحبها، خلع أبو الحسن صنعة الشعر. (الذخيرة ٢: ٥٦٣) ٥٠- الوزير أبو الحسين بن الجد: ص٣٨ هو أبو الحسن بن الجد: ترجم له ابن بسام في الذخيرة ٢: ٥٥٦ ودعاه أبا الحسين يوسف ابن محمد وقال فيه: لولا ما خلا به من معاقرة العقار، وتمسك بأسبابه من قضاء الأوطار، لملأ ذكره البلاد، وطبق نظمه ونثره الهضاب والوهاد. وقد استكتبه ذو الوزارتين ابن عمار أيام حربه بمرسية، وله معه أخبار مذكورة، وعنه رسائل مشهورة (الذخيرة ٢: ٥٥٦) وذكر تبن سعيد (المغرب١: ٣٤٠) أن بيت بني الجد بيت جليل، وهو فهريون سكنوا ليلة وساروا إلى اشبيلية. ثم ترجم لأربعة منهم، ولكن ليس من السهل تبين صلة القربى بينهم. وقد مرت ترجمة أبي القاسم رقم ٣٩.
٥١- أبو الحسن صالح بن صالح الشنتمري: من شعراء المائة الخامسة المشهورين المذكورين في كتاب الذخيرة. ترجم له ابن بسام في القسم الثاني وقال: شاعر ناثر، وله من المعرفة بلسان العرب حظ وافر. ثم ذكر عنه أنه يتأنى في كتابته ويتمهل. الكتابة عنده أشق الأشياء لا لنبو طبع وقلة أدب، بل لضعف عصب. (المغرب١: ٣٩٧) .
٥٢- أبو الحكم عمرو بن مذحج: قال ابن بسام: وكان نادرة الوقت لمن اتخذ الإحسان قبلة، وحجة على من جعل النقصان جبلة. وفيه يقول الوزير أبو الحسن بن سعيد البطليوسي وقد غلب على لبه، وأخذ بمجامع قلبه، عجباً منه أو عجباً به:
رأى صاحبي عمرا فكلف وصفه ... وحملني من ذاك ما ليس في الطوق
فقلت له عمرو وكعمر فقال لي ... صدقت ولكن ذاك شب عن الطوق
وعلى ذلك كله فلم ينسى مكارم الأخلاق، ولا خلا ذكره من قلوب العشاق، وله في الأدب سبق سلف، ومنه بيت شرف (الذخيرة ٢: ٥٨٨) .