أحد أعيان أهل الأدب، وأجلى الناس شعراً لاسيما إذا عاتب أو عتب، جعل هذا الغرض هجيراه، فقلما يتجاوزه إلى سواه، وكلما بدأ فيه وأعاد، أحسن ما شاء وأجاد. (الذخيرة ٢: ٥٩٨) ٥٤- أبو بكر يحيى بن بقي: اسمه في الذخيرة أبو بكر بن يحيى بن بقي والصحيح أبو بكر يحيى بن عبد الرحمن بن بقي الأندلسي القرطبي الكاتب الشاعر المشهور، أدركته حرفة الأدب فخرج من طلطلة فاراً منها عند محنتها إلى اشبيلية، وظل ينتقل من بلد إلى بلد، حتى ألقت به عصا التسيار في مدينة سلا بالمغرب فاتصل بقاضيها الأمير أبي القاسم بن عشرة فأكرم وفادته، توفي سنة ٥٤٠ وقيل سنة ٥٤٥هـ (الخريدة ٢: ١٣٠) ٥٥- أبو الحسن بن هارون الشنتمري: كان بنو هارون قد ملكوا شنتميرية، وتوارثوها، وأخذها منهم المعتضد بن عباد، وأبو الحسن ممن ذكره صاحب الذخيرة في القسم الثاني وقال: سهل الكلام بارع النظام، ممن اغترف من بحر الكلام بكلتا يديه، وجذب ثوب البيان من كلا طرفيه. (المغرب١: ٣٩٥) .
٥٦- المتوكل على الله بن المظفر: المتوكل على الله أبو محمد عمر بن محمد المظفر بن عبد الله بن محمد بن مسلمة بن الأفطس كان ملكاً عالي الهمة رفيع القدر مشهور الفضل وكانت عاصمة ملكه بطليوس وفي عهده دار أدب وشعر ونحو وعلم واستولى على طليطلة فترة من الزمان، ولكن المرابطين ضايقوه وشددوا الهجوم عليه حتى قبضوا عليه وقتلوه هو وبنيه في أخريات سنة ٤٨٨ (الخريدة ٢: ٣٠٢) ٥٧- أبو محمد بن عبد المجيد بن عبدون البايري: ترجم له ابن بسام في القسم الثاني من الذخيرة وقال: إنه عول على المتوكل بن الأفطس فعليه نثر دره الثمين وباسمه حبر وشيه المصون ورحل إلى المعتمد بن عباد فلم يجد لديه قبولاً. ولما انتهى عصر ملوك الطوائف ترك الشعر إلى نفثة مصدور والتفاتة مذعور. وترجم له ابن بشكوال في الصلة ٣٨٢ وقال توفي سنة ٥٢٩، وقال ابن زاكور في شرحه على القلائد توفي ٥٢٧. (النمغرب١: ٣٧٤) ٥٨- أبو جعفر بن عبد الله بن هريرة القيسي الأعمى التطيلي: قال عنه صاحب الذخيرة ٢: ٧٢٨ له أدب بارع، ونظر في الغوامض واسع، وفهم لا يجارى، وذهن لا يبارى، ونظم كالسحر الحلال، ونثر كالماء الزلال، جاء في ذلك بالنادر المعجز. كان في الأندلس مسرى للإحسان. ومرداً في الزمان، إلا إنه لم يطل زمانه، ولأمتد أوانه (توفي سنة٥٢٥) ومن القلائد: له ذهن يكشف الغامض الذي يخفي، ويعرف رسم المشكل وإن عفا، أبصر الخفيات بفهمه، وقصر فكها على خاطره ووهمه. (المغرب٢: ٤٥١) ٥٩- أبو بكر عبد العزيز بن سعيد البطليوسي: هو أحد ثلاثة أخوة يعرفون ببني القبطرنة. وهؤلاء الثلاثة هم أبو بكر عبد العزيز وأبو محمد طلحة وأبو الحسن محمد.
أما أبو بكر عبد العزيز بن سعيد فقد كان من جلة الأدباء ورؤسائهم، كاتباً مترسلاً، كتب للمتوكل ابن الأفطس ثم لابن تاشفين من بعده وتوفي بعد٥٢٠ وذكر مؤلف أحكام صنعة الكلام (١٢٧) أن أبا بكر كان من رؤساء العصر في صنعة النظم والنثر، وإنه كانت بينهما مراسلة سنة ٥٠٧ أورد ذكرها في كتابه (ثمرة الأدب)(الذخيرة ٢: ٧٥٣) ٦٠- أبو بكر بن قزمان: يطلق هذا الاسم على اثنين من أدباء الأندلس أحدهما أبو بكر بن قزمان الأكبر والآخر أبو بكر بن قزمان الأصغر. الأصغر هو الذي اشتهر بزعامة فن الزجل وإن كانت له مقطوعات شعرية بالعربية الفصحى - والأكبر هو المقصود هنا وهو محمد بن عبد الملك بن قزمان، كان أديباً لبقاً رواية للغة والأدب اتخذه المتوكل صاحب بطليوس كاتباً ومشيراً، أساء إليه القاضي ابن حمدين لحدة كانت فيه وتوفي سنة ٥٠٨ أما ابن أخيه الزجال فهو محمد بن عيسى بن عبد الملك بن قزمان توفي سنة ٥٥٥هـ. (الخريدة ٢: ٤٨٧) ٦١- أبو زيد عبد الرحمن بن مقانا الأشبوني القبذاني: شاعر مشهور مذكور في الذخيرة، سافر إلى حضرة مالقة ومدح بها الخليفة إدريس بن يحيى بن علي بن حمود الفاطمي (الملقب بالعالي. وهو من ملوك الطوائف. وتوفي سنة ٤٤٦ وقيل سنة ٤٤٧) بقصيدة مشهورة.