إذا كَانَ الحَقّ لهم في حكم الله ورسوله لا يتولون وإنما يُسرعون وينقادون فدل ذَلِك على أنهم لا يُريدُونَ الحَقّ وإنما يُريدُونَه ما يوافق أهواءهم، إن كَانَ الحَقّ لهم قبلوا وانقادوا، وإذا كَانَ الحَقّ عليهم تولوا وأعرضوا، بل إن ظاهر الآيَة الْكَرِيمَةِ أنهم يُعرضون في حالين: إِذَا كَانَ الحَقّ عليهم وإذا لم يكن عليهم ولا لهم؛ لأنهم لا يذعنون إلا إِذَا كَانَ الحَقّ لهم.
وفي الحَقيقَة أن طاعتهم وإذعانهم هو لهوى أنفسهم لا للحق، وهَذَا أيضًا حال بعض النَّاس، تجده إِذَا دل الكتاب والسنة على ما يهوى ويريد ينشرح صدره ويذعن ويقبل، وإذا دل الكتاب والسنة على خلاف ما يُرِيد تجده يَكُون في نفْسِه حرج وربما يزيد على ذَلِك الإعراض والتولي، هَذَا في الحَقيقَة لَيْسَ بمؤمن وإنما يتبع من الحَقّ ما وافق هواه فقط، أما المُؤْمِن فله حال أُخْرَى ستأتي - إِنْ شَاء اللهُ -.