قَوْلهُ:{أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} قَالَ المُفَسِّر رَحَمَهُ اللَّهُ: [قَالَ أبو بَكر: بَلى أنا أحِبُّ أن يَغفِر الله لِي وَرَجَّعَ إلَى مِسْطح مَا كَان يُنفِقهُ عَليْهِ] اهـ.
قَوْلهُ:{أَلَا تُحِبُّونَ} هل هَذَا عرض أو تحْضيض؟
الجواب: هو عرض لكنَّه بمَعْنى التَّحضيض، يعني يحضنا أن نحب هَذَا الشَّيء وهو مَغْفِرة الله، ويلْزَم من محبَّة المغْفِرة السَّعي في أسباب حصولها، ولَيْسَ المَقْصُود أن نحب هَذَا الشَّيء فقط بل أن نسعى في أسبابه؛ لأَن من أحب شيئًا سعى في أسباب الحصول عليه.
فقد يَدَّعِي هَذَا كُلُّ واحدٍ يَقُول: أنا أحب أن يُغْفَر لي ومع ذَلِك هو منهمك في المعَاصِي مِنْ ترك الواجب وفعل المحرم وهو يَقُول: أنا أحب أن يغفر لي، ومحبته هَذه لَيْسَت صادِقَة لأَن من أحب شيئًا سعى في الوصول إلَيْه ولهذَا قَالَ اللهُ تعالى:{أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} فإذا كنتم تحبون ذَلِك فاعفوا واصفحوا عن غيركم، فإن من عفا وصفح عن غيره غفر الله له.