الفَائِدة التَّاسِعَة: تفاوت الأعْمَال في القبح؛ لأنه قَالَ:{بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} والأَصْل في العَطْف المُغايَرَة.
الفَائِدة العَاشِرة: بَيان شدة عداوة الشَّيطان لبني آدم وأنه لا يأمر إلا بالفَحْشاء والمُنْكر ولا يأمرهم بالخَيْر أبدًا.
الفَائِدة الحَادِيَة عَشرة: إِثْبات الشَّيطان وإِثْبات أوامِره وأن له قصدًا؛ لأَن الَّذِي يأمر لا يأمر إلا عن قصد، فالشَّياطين موجودون ولهم إرادات ومقاصد؛ منها إيقاع النَّاس في الفَحْشاء والمُنْكر، وفي هَذَا رد على الَّذينَ ينكرون الشَّياطين وَيقُولُونَ: لا يوجد شياطين لكنها قوى نفسية تَتَصَارَعُ في الْإِنْسَان، وأما الشَّيطان الخارجي الَّذِي يجري من ابن آدم مجرى الدم فهَذَا لَيْسَ له أصل.
الفَائِدة الثَّانية عشرة: الَّذِي يتبع خُطُوات الشَّيطان لا بُدَّ أن يعمل عمله، والشَّيطان يأمر بالفَحْشاء والمُنْكر فهو مثله، ولهذَا جعل المفسر كما تقدَّم معنى قَوْلهُ:{فَإِنَّهُ يَتَّبِعْ} أي: المتبع وبينَّا أن هَذَا التفسير خطأ؛ لأَن الله يَقُول:{الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ}[البقرة: ٢٦٨]، فالآمر بالفَحْشاء والمُنْكر هو الشَّيطان والمُراد بالْأَمْر هُنا طلب الفِعْل وإن لم يكن بالصيغة المعْرُوفة فالَّذِي يرغبك في الشَّيء وإن لم يقل: افعل فهو آمر في الحقيقَة.
الفَائِدة الثَّالِثَة عشرة: بَيان فضل الله ورحمته على العَبْد بتزكيته.