الفَائِدة الرَّابعَة: التَّحذِير من بَيان عاقبة اتباع خُطُوات الشَّيطان؛ لأَن الخُطُوات خطوة خطوة، فالَّذِي يأخذ خطوة لَيْسَ كمن يأخذ خطوتين.
الفَائِدة الخَامِسَة: أن من نعمة الله سُبحَانَهُ وَتَعَالى أن يبين للعباد أسباب الشَّرِّ ويحذرهم منها، يعني لا يَكِلهم إلى أنفسهم بل الله سُبحَانَهُ وَتَعَالى يتولى بَيان ذَلِك بفضله ورحمته.
الفَائِدة السَّادِسَة: العَلامَة البَيِّنَة الظَّاهِرة لأوامر الشَّيطان، والعَلامَة هُنا واضحة، فإذا قَالَ الْإِنْسَان: ما هي العَلامَة على ما يأمر به الشَّيطان؟
الجواب: إِذَا وقع في قلبك الهم بفعل الفَحْشاء والمُنْكر فلا تحتاج أن تقول من الَّذِي أمرني بهَذَا؟ فالَّذِي أمرك به الشَّيطان، فهَذه علامة ظاهرة على أوامر الشَّيطان، على العكس من ذَلِك إِذَا كَانَ أمر بالمعْرُوف ونهي عن منكر فهو من أوامر المَلَك الَّذِي وكله الله بالْإِنْسَان لأَن الله جعل لِلإنْسان قرينًا من الملائكة كما قَالَ النَّبِيُّ عَلَيه الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ:"إِنَّ لِلشَّيْطَان لمَّةٌ بِابْنِ آدَمَ وَللمَلَكِ لمَّة"(١).
الفَائِدة السَّابِعَة: تحْرِيم التشبُّه بأعداء الله جَلَّ وَعَلَا؛ لقَوْلهُ:{لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} فالشَّيطان عدو لله جَلَّ وَعَلَا ولبني آدم أيضًا، فإذا كَانَ الله تَعَالَى نهى عن اتباع خُطُواته فكَذلِكَ غيره يُنهى عن اتباع خُطُواتهم.
الفَائِدة الثَّامِنَة: بَيان فضل الله وحكمته حيث يقرن الأَحْكام بعللِها لأَن قَوْلهُ: {لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} هَذَا حكم، عِلَّة النَّهي {فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} وسبق أنَّ ذِكْر الأَحْكام بعللها له فوائد منها؛ زيادة اطمئنان الْإِنْسَان للحكم،
(١) أخرجه الترمذي، كتاب تفسير القرآن، باب ومن سورة البقرة، حديث رقم (٢٩٨٨)، عن ابن مسعود.