للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الآية (٢٣)]

* * *

* قَالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٢٣)} [النور: ٢٣].

* * *

قَوْلهُ: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ} قَالَ المُفَسِّر رَحَمَهُ اللَّهُ: [بالزِّنَا {الْمُحْصَنَاتِ} العَفَائِف {الْغَافِلَاتِ} عَنِ الفَوَاحِشِ بِأَنْ لَا يَقَعُ فِي قُلُوبِهنَّ فِعْلُهَا {الْمُؤْمِنَاتِ} باللهِ وَرَسُولِهِ {لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} اهـ.

قَوْلهُ: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ} الرَّمْي هو القَذْف بالزِّنَا؛ وسمي رميًا لأنه يشبه الرَّمْي بالحجارة من حيث إيلامه للمقذوف.

وقَوْلهُ: {الْمُحْصَنَاتِ} تقدَّم أن المُراد بهنَّ العفائف عن الزِّنَا، وأن المُحْصَن في القُرْآن يطلق ويُراد به عدة معان: منها العفيفات عن الزِّنَا، ومنها ذوات الأَزْواج مثل قَوْله تَعَالَى: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء: ٢٤]، ومنها الحرائر مثل قَوْله تَعَالَى: {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ} أي: الحرائر {فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء: ٢٥].

وذكرنا أيضًا في سِيَاق هَذَا الكَلام أن الألفاظ المشتركة الَّتِي تطلق على معان متعددة يعين المُراد منها السّياق.

قَوْلهُ: {الْغَافِلَاتِ} يَقُول المُفَسِّر رَحَمَهُ اللهُ: [عَنِ الفَوَاحِشِ بِأَنْ لَا يَقَعُ فِي قُلُوبِهِنَّ

<<  <   >  >>