قَوْلهُ:{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} حلفوا به {لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ} هَذِهِ الآيَة استوعبت كل أركان القَسَم؛ لأَن القسم دائمًا يحذف منه بعض أقسامه، لكن هَذِهِ الآيَة استوعبت الأقسام كلها: المُقْسَمُ به، وحرف القسم، وفعل القسم، والمُقْسَمِ عليه. فعل القسم:{وَأَقْسَمُوا}، حرف القسم:(الباء) في {بِاللَّهِ}، المقسم به:(الله)، المقسم عليه:{لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ}؛ هَذِهِ الجُمْلَة هي جواب القسم، وهي المقسم عليه.
أقسم هَؤُلَاءِ: لئن أمرهم النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، يعني: بالجهاد، والدَّليل أن المُراد الجهاد قَوْلهُ:{لَيَخْرُجُنَّ}؛ لأَن الخروج المُراد به الجهاد؛ فهم أقسموا هَذَا القسم: أن الرَّسُول لو أمرهم لخرجوا، هَذَا القسم قسم نذر؛ لأَن القسم إِذَا تضمَّن إلزامًا من الْإِنْسَان لله صَارَ جامعًا بين القسم والنَّذر.