يَقُول الله تَعَالَى للنبي عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ آمرًا له أنْ يقولَ للنَّاس:{أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} وقد سبق أن الطَّاعة موافقة الْأَمْر بفعل الأوامر واجتناب النَّواهي.
وقَوْلهُ:{أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} إعادة العامِل تدُلّ على أن طاعة الرَّسُول - صلى الله عليه وسلم - طاعة مستقِلَّة، وأن ما جاء به الرَّسُول - صلى الله عليه وسلم - فكَما جاء به عنه الله، ولهَذَا قَالَ العُلَماء: إن ما وجب في سُنَّة رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - كالذي وجب في القُرْآن من أمر ونهي، وهَذَا واضح، لأنَّه جعل طاعة النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - طاعة مستقِلَّة حيث قَالَ:{أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}.
وقَوْلهُ:{الرَّسُولَ}(ال) للعهد وهو عهد ذهني يعني الرَّسُول المعهود بينكم وهو محمد - صلى الله عليه وسلم - الَّذِي تعرفونه، و (ال) هَذِهِ لَيْسَت كالتي في قَوْل الله تعالى: {فَعَصَى