(اللَّام) في قَوْلهُ: {لِيَجْزِيَهُمُ} هل هي للعاقبة وأن عاقبتهم هَذَا؟ أو هي للتَّعليل؛ يعني أنهم يسبِّحون ويخافون لأجل أن يجزيهم الله أحْسَن ما عملوا؟
على قولنا: للتَّعليل سيَكُونون جمعوا بين الخَوْف والرجاء، أو نقول: للعاقبة وأنهم يعملون تِلْك الأَشْيَاء خوفًا من الله عَزَّ وَجَلَّ فتكون عاقبتهم الأَمْن التام مع الثَّواب الجزيل؛ فيه احتمالان.
ثم هُنا نناقش المُفَسِّر رَحَمَهُ اللَّهُ، قَالَ المُفَسِّر:[أي: ثوابه]؛ لأنهم في الحَقيقَة لا يجزون بنفس العَمَل وإنَّما يجزون بثوابه، الجزاء: الثَّواب، لِذَلك احتاج المُفَسِّر أن يُقدِّر العَمَل بثواب العَمَل، لأَنَّه هو الَّذِي به الجزاء، هَذِهِ واحدة.
الثَّانية: يَقُول رَحَمَهُ اللَّهُ: [أحْسَن بمَعْنى حسن]؛ لأَن المُفَسِّر توهَّم أو ربما يتوهَّم المتوهِّم أن الجزاء إنما يقع على أحْسَن ما يعمل الْإِنْسَان، والحقيقَة أن الجزاء يقع على الأحْسَن والحسن، عنْدَما يعمل الْإِنْسَان حسنًا فإن الجزاء يَكُون على الحسن والأحْسَن،