قَوْلهُ:{وَالْخَامِسَةُ} مُبْتَدَأٌ و {أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ} خَبَرهُ في تأويل مَصْدَرٍ، وقَوْلهُ:{لَعْنَتَ اللَّهِ} اللعنةُ: هي الطَّرْدُ والإبعادُ عن رحمة الله.
وقَوْلهُ:{إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} هَذَا شرطٌ في الدُّعاء علَى نفْسِه بِاللَّعْنِة، أي: إن كَانَ كاذبًا فلعنةُ الله عليه، وإن كَانَ صادقًا فلا لعنةَ، وقَوْلهُ:{إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} أي فيما رمى به زَوْجَته من الزِّنَا فإنَّه مستحقٌّ للعنة الله الَّتِي هي الطَّرْد والإبعاد.
ومناسبةُ ذكر اللَّعنةِ هُنا في مقابل كذبه؛ لأَن كلامه في الحَقيقَة يتضمَّنُ إبعادَ زوجتِه واتهامَها بما هي بريئةٌ منه؛ ولِذَلك جاء بذكر اللَّعْنة، بخلاف المَرْأَة فإنها تأتي بأمرٍ آخَرَ، كما سيأتي إِنْ شَاء اللهُ.
الفَائِدة الثَّانية: أنَّه يَجب البداءَة بشهاداتِ الزَّوج، والدَّليل من الآيَة أنَّه لمَّا قَالَ:{فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ} قَالَ: {وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ} ولا يتم الْعَذَاب عَلَيْها إلا إِذَا شهد الزَّوج، هَذَا من جهة الأثر أو الدَّليل.