قَوْلهُ:{وَيَقُولُونَ} قَالَ المُفَسِّر رَحَمَهُ الله: [أَي: المنافِقُونَ {آمَنَّا} صَدَّقْنَا {بِاللَّهِ} بتَوْحِيدِهِ {وَبِالرَّسُولِ} محمد - صلى الله عليه وسلم - وَأَطَعْنَاهما فِيمَا حَكَمَا بِهِ {ثُمَّ يَتَوَلَّى} يُعْرِض {فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ} عَنْهُ {وَمَا أُولَئِكَ} المُعْرِضُونَ {بِالْمُؤْمِنِينَ} المَعْهُودِينَ المُوَافِق قُلُوبهمْ لِأَلْسِنَتِهِمْ] اهـ.
قَوْلهُ:{وَيَقُولُونَ} هَذِهِ حكاية عن جماعة سواء كانوا من المُنافِقِينَ؛ كما قَالَ المُفَسِّر رَحَمَهُ الله، أم من غيرهم.
{وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ} فسَّر المُفَسِّر رَحَمَهُ الله الإِيمَان بالتصديق، وقد سبق أن هَذَا التفسير قاصِر، وأن الإِيمَان هو التصديق مضافًا إلَيْه القبول والإذعان، وَذلِك بأن يقبل الْإِنْسَان ما جاء به الرَّسُول - صلى الله عليه وسلم - وأن يُذعن له، أما مُجرَّد التصديق فلَيْسَ بإيمان، ولهَذَا نحنُ نعلم أن أبا طالب كَانَ مُصدِّقًا للنبي - صلى الله عليه وسلم -وهو بنَفْسِه يُقرُّ علَى نفْسِه بِذَلِك بقَوْلهُ:
لقَدْ عَلِمُوا أنَّ ابْنَنا لا مُكذَّبٌ ... لَدَيْنا، ولا يُعْنى بِقَوْلِ الأباطِلِ (١)