وقَوْلهُ:{وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} هَذَا من باب عطف العامّ على الخاص؛ فإن إقامة الصَّلاة وإيتاء الزَّكاة من طاعة الرَّسُول، لكن هَذَا من باب التنويه بفضل إقامة الصَّلاة وإيتاء الزَّكاة.
وقَوْلهُ:{الرَّسُولَ}(ال) للعهد الذهني؛ يعني: الرَّسُول الَّذِي هو معْرُوف لديكم، وهو محمد - صلى الله عليه وسلم -.
وهَذَا يدُلّ على أن المُفَسِّر جعل (لعل) للرجاء لكن باعتبار الفاعل لا باعتبار المتكلِّم، يعني: أنكم تفعلون ذَلِك لأجل أن تُرحموا راجين بِذَلِك الرَّحمة، فتكون هُنا (لعل) للترجِّي، لكن باعتبار الفاعل الَّذِي هو المخاطب لا باعتبار المتكلِّم، فإن المتكلِّم، وهو الله عَزَّ وَجَلَّ؛ لأَن الله عَزَّ وَجَلَّ لا يعجزه شَيْء حَتَّى يترجاه.
ويجوز أن نجعل (لعل) للتَّعليل وتكون باعتبار المتكلِّم، يعني:{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}؛ لأَن ذَلِك سبب لرحمتكم، وهَذَا أقرب؛ فإن (لعل) في كلام الله بل في كلام كل مخاطب تُحمل على ما يُرِيد المتكلّم لا على ما يريده المُخاطب، وعلى ها فنقول:(لعل) للتَّعليل، وَيكُون فيه دَليل على أن إقامة الصَّلاة وإيتاء الزَّكاة وطاعة الرَّسُول سبب لرحمة الله، وقَوْلهُ:{لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} أي: من قِبَل الله عَزَّ وَجَلَّ.