الحَدِيث أَن رجلا أخبر الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه ضلت لَهُ ضَالَّة فطلبها فَرَأى قسا فِي ظلّ شَجَرَة فَسلم فَرد فَإِذا هُوَ بِعَين خرارة فِي أَرض خوارة وَمَسْجِد بَين قبرين وأسدين عظيمين فَإِذا سبق أَحدهمَا للْمَاء فَتَبِعَهُ الآخر ضربه بقضيب فِي يَده وَقَالَ ارْجع حَتَّى يشرب من قبلك فَقلت مَا هَذَانِ القبران قَالَ أَخَوان لي كَانَا يعبدان الله لَا يشركان بِهِ فأدركهما الْمَوْت فقبرتهما وَهَا أَنا بَين قبريهما حَتَّى ألحق بهما ثمَّ نظر إِلَيْهِمَا فتغرغرت عَيناهُ بالدموع فأكب عَلَيْهِمَا يَقُول خليلي هبا طَال مَا قد رقدتما أجدكما لَا تقضيان كراكما ألم تريا أَنِّي بسمعان مُفْرد وَمَالِي فِيهَا من خَلِيل سواكما مُقيم على قبريكما لست بارحا طوال اللَّيَالِي أَو يُجيب صداكما أَمن طول نوم لَا تجيبان دَاعيا كَأَن الَّذِي يسْقِي الْعقار سقاكما ويبكيكما طول الْحَيَاة وَمَا الَّذِي يرد على ذِي لوعة أَن بكاكما كأنكما وَالْمَوْت أقرب غَائِب بروحي فِي قبريكما قد أتاكما فَلَو جعلت نفس لنَفس وقاية لجدت بنفسي أَن تكون فداكما فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رحم الله قسا فَذكره
(١٠٤٤) رحم الله حمير أَفْوَاههم سَلام وأيديهم طَعَام وهم أهل أَمن وإيمان
أخرجه الإِمَام أَحْمد وَالتِّرْمِذِيّ عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ
سَببه كَمَا فِي التِّرْمِذِيّ عَن مينا مولى عبد الرَّحْمَن بن عَوْف قَالَ سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة يَقُول كُنَّا عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فجَاء رجل أَحْسبهُ من قيس فَقَالَ يَا رَسُول الله الْعَن حمير فَأَعْرض عَنهُ ثمَّ جَاءَ من الشق الآخر فَأَعْرض عَنهُ ثمَّ جَاءَ من الشق