سَببه روى ابْن إِسْحَاق عَن ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ قَالَ لما سَار رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى تَبُوك جعل يتَخَلَّف عَنهُ الرجل فَيَقُولُونَ يَا رَسُول الله تخلف فلَان فَيَقُول دَعوه فَإِن يَك فِيهِ خير فسيلحقه الله بكم وَإِن يَك غير ذَلِك فقد أراحكم الله تَعَالَى مِنْهُ حَتَّى قيل يَا رَسُول الله تخلف أَبُو ذَر وَأَبْطَأ بِهِ بعيره فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِن يَك فِيهِ خير فسيلحقه الله تَعَالَى بكم وَإِن يَك ذَلِك فقد أراحكم الله تَعَالَى مِنْهُ وتلوم أَبُو ذَر على بعيره فَلَمَّا أَبْطَأَ عَلَيْهِ أَخذ مَتَاعه فَحَمله على ظَهره ثمَّ خرج يتبع أثر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَاشِيا وَنزل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بعض مَنَازِله فَنظر نَاظر من الْمُسلمين فَقَالَ يَا رَسُول الله إِن هَذَا الرجل يمشي على الطَّرِيق وَحده فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كن أَبَا ذَر فَلَمَّا تَأمله الْقَوْم قَالُوا يَا رَسُول الله هُوَ وَالله أَبُو ذَر فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن أَبَا ذَر يمشي وَحده وَيَمُوت وَحده وَيبْعَث وَحده
سَببه عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مر عَلَيْهِ بِجنَازَة فَقَالَ مستريح ومستراح مِنْهُ قَالُوا يَا رَسُول الله مَا المستريح وَمَا المستراح مِنْهُ فَقَالَ العَبْد فَذكره
(١٢٢٤) ألعجب أَن نَاسا من أمتِي يؤمُّونَ الْبَيْت لرجل من قُرَيْش قد لَجأ بِالْبَيْتِ حَتَّى إِذا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ خسف بهم فيهم المستبصر وَالْمَجْبُور وَابْن السَّبِيل يهْلكُونَ مهْلكا وَاحِدًا وَيَصْدُرُونَ مصَادر شَتَّى يَبْعَثهُم الله على نياتهم