قال:"لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما ضرباً" صاحب البلد يستحضر المكان؛ لأنه عاش فيه، وتردد إليه، أما هذا الذي لم يعتد التردد على هذا المكان فقد يزاول ما كان يزاوله في بلده من رفع الصوت في المسجد، "لأوجعتكما ضرباً، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" يعني نهينا عن رفع الصوت بحضرته -عليه الصلاة والسلام-، وحرمته -عليه الصلاة والسلام- ميتاً كحرمته حياً، وهو حي في قبره -عليه الصلاة والسلام- حياة برزخية فوق حياة الشهداء، لكنها تخالف حياة الأحياء الذين أرواحهم في أبدانهم؛ لأنه ميت بالنص القطعي، نص الكتاب والسنة -عليه الصلاة والسلام-، لكن مع ذلك يحترم بحضرته في حياته وبعد مماته -عليه الصلاة والسلام-.
"ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" رواه البخاري.
حتى قال بعضهم: إنه إذا كان حديثه -عليه الصلاة والسلام- يقرأ فلا يرفع الصوت فوق صوت القارئ الذي يقرأ حديث النبي -عليه الصلاة والسلام-، وهذا مما ذكر في أدب المحدث وطالب الحديث.