على كل حال الحكمة ضالة المؤمن، فإن وجدها عند أهل التحقيق فلا يعدل بهم إلى غيرهم، وإن وجد عند غيرهم ما ينفعه ويفيده فيأخذ منهم بقدر الحاجة، ومثال ذلك في المتقدمين: أعمال القلوب، وما يتعلق بها وعلاج أمراضها موجودة بكثرة عند ابن القيم وابن رجب، هذه تؤخذ منهم بدون تردد، وموجودة أيضاً في إحياء علوم الدين للغزالي، وفيه ما فيه هذا الكتاب، وفي مؤلفه ما فيه مما ذكره أهل العلم من مخالفات، والكتاب يشتمل على أحاديث موضوعة، ويشتمل على عقائد مخالفة، المقصود أنه يؤخذ منه بقدر الحاجة، وقل مثل هذا في من يوجد الآن؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال عن أخس مخلوق وشر مخلوق وهو الشيطان:((صدقك وهو كذوب)) فلم يمتنع أبو هريرة من أخذ الفائدة منه، وأقره النبي -عليه الصلاة والسلام-، لكن مع ذلك لا يطغى هذا الجانب بحيث يغفل أهل العلم وأهل التحقيق وأهل الفضل، ويعاقب الإنسان لأن مثل هذه الأمور إذا جنح عن الكفء والأهل إلى غيره فإنه حينئذٍ يعاقب بأمور قد تطغى على قلبه وهو لا يشعر، لكن على كل حال إذا أخذها بقدر الحاجة مع الحذر الشديد من التأثر بما عندهم من مخالفات لا أرى مانعاً من ذلك.
يقول: كثرت المطالب بإنشاء أندية نسائية في بلاد الحرمين، فما الحكم في ذلك؟
هذه خطوات الشيطان، يبدأهم بالمطالبة من أجل المحافظة على الصحة، وسمعنا من يقول بأن الرياضة للنساء ضرورية أو ضرورة؛ لأن كثير منهن ابتلين بالسمنة، والسمنة مظنة الأمراض، والمحافظة على البدن واجبة، وما لا يتم الواجب إلا به ... ، هذه ضرورة، يقولون: من الضرورات الخمس المحافظة على النفس، نسأل الله العافية، نعوذ بالله من الخذلان، هذه خطوات الشيطان.