للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

((أما بعد)) يقول أهل العلم أو بعضهم أنها هي فصل الخطاب الذي أتيه داود، والإتيان بها سنة في الخطب والرسائل، يؤتى بها سنة اقتداء بالنبي -عليه الصلاة والسلام-، فكان يقولوها في خطبه، ورواها عنه من الصحابة اثنان وثلاثون صحابياً، وهي أيضاً في كتبه إلى الملوك وغيرهم، فهو يلزمها في خطبه ورسائله، فهي سنة، الإتيان بها سنة بهذا اللفظ: ((أما بعدُ)) في العصور المتأخرة جعلوا الواو مقام (أما) فتجدون كثير من الكتابات فيها "وبعدُ" وهي ليست حديثة، يعني: في شرح المواهب للزرقاني قال: إن الواو قائمة مقام (أما) لكن ما الداعي إلى أن نأتي بالواو، ونترك ما أثرناه عن النبي -عليه الصلاة والسلام-؟ ما الداعي لذلك؟ وهي بالإمكان! وهل يتم الاقتداء بقولنا: "وبعد" عن قولنا: "أما بعد"؟ لا يتم الاقتداء، ولو قالوا: إنها قائمة مقامها، إن قلت: "وبعد" معناه لا تأتي بالفاء التي هي في جواب الشرط، إنما يتم الاقتداء بهذا اللفظ: "أما بعد" وبعض الناس يذكر (ثم) قبلها، يبدأ كلامه بالحمد والثناء والصلاة على النبي -عليه الصلاة والسلام- ثم يقول: "ثم أما بعد" ثم هذه لا داعي لها، إن احتاج إليها مرة ثانية بعد (أما بعد) الأولى لا مانع من أن يقول: (ثم أما بعد) لا مانع، أما في الموضع الأول لا يأتي بـ (ثم).

((أما بعد)) يختلف أهل العلم في أول من قالها.

جرى الخلف (أما بعد) من كان بادئاً ... بها عُد أقوالاً وداود أقربُ

ويعقوب وأيوب الصبور وآدم ... وقس وسحبان وكعب ويعربُ

ثمانية أقوال.

((أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله)) لا أفضل من كلام الله؛ لأنك وأنت تقرأه كأنك تخاطب الله -جل وعلا-.

هو الكتاب الذي من قام يقرأه ... كأنما خاطب الرحمن بالكلمِ