للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"كأنه منذر جيش يقول: صبحكم ومساكم" أي جاءكم العدو في الصباح، أو جاءكم العدو في المساء، ونحن لا نأمن مكر الله أن يأتينا في الصباح، أو يأتينا ضحى، أو يأتينا في الليل "يقول: صبحكم ومساكم" ويقول -عليه الصلاة والسلام-: ((بعثتُ أنا والساعة كهاتين)) يعني ما بعده نبي، ما بعده إلا الساعة -عليه الصلاة والسلام-، فالذي يليه قيام الساعة، لا يليه نبي آخر، هو خاتم الأنبياء -عليه الصلاة والسلام-، ويقول: ((بعثتُ أنا والساعة كهاتين)) ويقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى.

ويقول في خطبته بعد أن يحمد الله، ويثني عليه على ما سيأتي، ويشهد لله -جل وعلا- بالوحدانية، ويشهد له بالرسالة -عليه الصلاة والسلام-، يقول: ((أما بعدُ)) (أما) حرف شرط و (بعدُ) قائم مقام الشرط، والجواب: ((فإن خير الحديث كتاب الله)) ما اقترنت به الفاء، و (بعدُ) مبني على الضم؛ لأن قبل وبعد والجهات الست لها حالات ثلاث:

إما أن تضاف فتعرب {قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ} [(١٣٧) سورة آل عمران] أو تقطع عن الإضافة مع نية المضاف إليه فتبنى على الضم، كما هنا: {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ} [(٤) سورة الروم] "أما بعدُ" أو تقطع عن الإضافة مع عدم نية المضاف إليه فتعرب منونة.

فساغ لي الشراب وكنت قبلاً ... . . . . . . . . .