"وكان -عليه الصلاة والسلام- يكثر الذكر، ويقل اللغو" يقل اللغو يعني الكلام المباح الذي لا فائدة فيه، قليل جداً، قد يمزح -عليه الصلاة والسلام-، لكنه لا يقول إلا حقاًَ، هذا لا مانع منه، الشيء اليسير من ذلك لا مانع، وهو يقل هذا الشيء، بينما لو فتشنا عن كثير من الناس وجدناه أكثر كلامه لغو، لا فائدة منه، وإن لم يكن محرماً، ووجدنا بعض الناس كلامه فيه المباح والحرام، والذكر عنده قليل، وكل شيء له ضريبة، وكل شيء له عقوبة، فمن أكثر اللغو قل الذكر عنده، ومن كثر الذكر عنده قل اللغو عنده {جَزَاء وِفَاقًا} [(٢٦) سورة النبأ].
"ويطول الصلاة" هذه علامة الفقه في حديث عمار الذي تقدم، ويقصر الخطبة فهو شاهد للحديث الذي قبله، وإن كان فيه كلام، الحديث فيه كلام لأهل العلم، لكن أقل أحواله أن يكون حسناً؛ لأنه شاهد للذي قبله.