وما حصل منه -عليه الصلاة والسلام- إنه من هذا النوع، وكانوا يتكلمون في الصلاة حتى نزل قول الله -جل وعلا-: {وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ} [(٢٣٨) سورة البقرة] فسكتوا فكونه يتحرك أو يلتفت هذا لا يؤثر، إنما هو مكروه عند أهل العلم، وإذا احتيج إليه جاز كمن يحك محل يحتاج إلى حك من بدنه هذا ما يقول أحد بأنه ممنوع.
وروي عن عمر أنه كان يجهز جيشه في الصلاة هذا تقدم الكلام عليه في مسألة التشريك في العبادة.
ألا ترى أن هذا متعارض مع الأحاديث الدالة على وجوب الخشوع، لا سيما وأن كلمة العلماء –يقول-: أطبقت على وجوب الخشوع؟
أنا أقول: كلمة العلماء الجمهور على أن الخشوع سنة، وأوجبه من أوجبه كابن رجب والغزالي وبعض العلماء، لكن كون العلماء أطبقوا على وجوب الخشوع هذا ليس بصحيح، نعم الخشوع لب الصلاة، وهو الذي يترتب عليه الأثر، وهو الأصل، والنبي -عليه الصلاة والسلام- إذا قام إلى صلاته يسمع في صدره كأزيز المرجل من الخشوع، على كل حال الكلام هذا ليس بدقيق.
ثم بعد ذلك سائلة تقول: ما أفضل المختصرات في العقيدة لدراستها؟
ذكرنا في مناسبات أن أفضل المختصرات التي يبدأ بها الأصول الثلاثة والقواعد الأربع، كشف الشبهات، كتاب التوحيد، الواسطية، هذه يبدأ بها، فإذا أتقنت يرتقي الطالب إلى كتب الطبقة التي تليها، كالحموية والتدمرية والطحاوية والسفارينية وسلم الوصول وغيرها من الكتب التي صنفت في هذا الشأن.
وهل توصون الطالب المبتدئ بدراسة المختصرات؟
ليس للطالب المبتدئ إلا المختصرات.
ودلونا -بارك الله فيكم- على جميع المختصرات من كل فن؟
هذا يحتاج إلى مزيد من الوقت، وفيه أشرطة معروفة ومتداولة.
وهل يؤخذ بتصحيح وتضعيف علماء الحديث المعاصرين إذا خالف المتقدمين؟
الأصل المتقدمون، والمتأخرون عالة عليهم، لكن ينظر في تصحيحهم إن كان جارٍ على القواعد، وكلمة المتقدمين غير متفقة على تصحيح أو على تضعيف، فللرأي في مثل هذا نظر.
يقول: ما الصحيح في مسافة القصر والجمع إذا صليت المغرب وأنا مسافر؟