للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"لا يخطئه يوم لا يتصدق فيه بشيء" الإنسان قد يتقال الشيء اليسير ((اتقوا النار ولو بشق تمرة)) ((ولو بشق تمرة)) لا تحقر من المعروف شيئاً ((لا تحقرن جارة لجارتها ولو بفرسن شاه)) يعني أمر يسير جداً ظلف محرق، فكيف بما هو أعلى منه، والتوفيق ظاهر عند بعض الناس تجده ينتبه لمثل هذه الأمور، فلا يضيع منه شيء لا قليل ولا كثير، وبعض الناس يهدر الأموال لعدم توفيقه، ويتكاسل عن حملها إلى من يستفيد منها، وقد تكون أشياء يستفيد منها الناس، ومع ذلك المحروم من حرمه الله، تجدون المزابل أحياناً مملوءة بالأطعمة التي يتمناها كثير من المسلمين، بل وجد ما هو أوضح من ذلك، وجد من فقراء المسلمين من يأخذ من هذه المزابل، ومن يأكل من هذه المزابل؛ لأن هذا الطعام الذي ألقي في هذه المزبلة طعام صالح وجيد، ويتمناه كثير من الناس، بل قد تمر الأيام والشهور على بعض الأسر ما رأوا مثله، والآن -ولله الحمد- الجمعيات تستقبل على مدار الأربعة والعشرين ساعة، وتريحك من عناء طرق البيوت، ولو فعلت ذلك أنت لكان ذلك أفضل، كما كان يفعله خيار هذه الأمة.

أبو بكر -رضي الله عنه- يتعاهد بعض العجائز، وهو خليفة المسلمين في منتصف الليل، يطرق البيوت ومعه الأطعمة، يحمل الأطعمة على ظهره، وكذلك عمر وغيرهما من سادات الأمة، فمن دونهما من باب أولى، ونحن نأنف ونستنكف أن نحمل هذا الطعام الذي بقي إلى من يستفيد منه، والله المستعان.

"وكان أبو الخير لا يخطئه يوم لا يتصدق فيه بشيء ولو كعكعة" يعني كسرة خبز، أو شابورة، أو شيء من هذا يعطيها فقير "أو بصلة" رواه الحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه".

نعم الناس يعيشون في هذه الأيام ومنذ ثلاثة عقود أو أكثر في سعة من العيش، وفي رغد من العيش، ويظنون أن الناس لا يأكلون مثل هذه الأمور التي تبقى في الموائد، قياساً على أنفسهم مع أنه يوجد في البيوت من هو بأمس الحاجة إلى مثل هذه الأطعمة حتى ما يبقى على السفر من بقايا الطعام، وفضلات الطعام أناس يحتاجونها، وهي إن لم يحتجها الإنسان يحتاجها الحيوان.