((ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن)) نعم تجد بعض الرجال مثلما قال الشاعر:
وإني لتعروني لذكراك هزة ... كما انتفض العصفور بلله القطرُ
تجد الرجل المهيب المقدم في قومه فإذا جاء في موضوع النساء ضاع.
((ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن يا معشر النساء)) نعم فتنة، المرأة فتنة، وبحوزتها شيء تستطيع أن تساوم عليه، وتغلب به الرجل، وهذه من الحكم الإلهية أن يكون بيد الرجل أمور يستطيع أن يضغط بها على المرأة، وعند المرأة أشياء تستطيع أن تضغط بها على الرجل؛ ليتكامل المجتمع، ولتتم مطالب هذا، وتتم مطالب هذه، وإلا لو كان الأمر كله بيد جهة واحدة ما تم العيش على الوجه المراد، تجد الذي بيده كل شيء يضغط الضغط التام على الجهة الثانية، لكن الجهة الثانية بيدها ما تستطيع به أن تذهب عقل الرجل؛ ليتم التوازن والتكامل؛ وليحصل كل واحد من الطرفين على حقوقه كاملة.
"ثم انصرف، فلما صار إلى منزله" حصل استجابة من النساء فتصدقن ((ولو من حليكن)) فتصدقن، هذا تلقي القرط، وهذه الفتخ، وهذه كذا، فحصل في حجر بلال شيء كثير، واستدل به أهل العلم على أن للمرأة أن تتصدق ولو بغير رضا زوجها، مع أن هذا محمول على اليسير؛ لأن في سنن أبي داود أن ((من كانت ذا مال فلا تتصدق إلا بإذن زوجها)) يعني الشيء الكثير، يعني لا تتصرف بالشيء الكثير إلا بإذن زوجها.