"ثم انصرف، فلما صار إلى منزله جاءت زينب امرأة عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- تستأذن عليه، فقيل: يا رسول الله هذه زينب" هذه زينب يعني بالباب "فقال: ((أي الزيانب؟ )) " في أكثر من زينب "فقيل: امرأة ابن مسعود، قال:((نعم، ائذنوا لها)) فأذن لها، فقالت: يا نبي الله إنك أمرت اليوم بالصدقة، وكان عندي حلي لي" تلبسه وتتجمل به "فأردت أن أتصدق به" استجابة لله ورسوله "فزعم ابن مسعود" عبد الله بن مسعود أبو عبد الرحمن الهذلي ابن أم عبد الصحابي الجليل المشهور زعم "أنه وولده أحق من تصدقت به عليهم" يعني ابن مسعود غني وإلا فقير؟ نعم محتاج، والفقر ليس بعيب ولا ذم، هذا من خيار الأمة ابن مسعود ((من أراد أن يقرأ القرآن غضاً كما أنزل فليقرأ بقراءة ابن أم عبد)) ومقامه ومناقبه لا تحصى -رضي الله عنه وأرضاه-، ولديه حاجة يحتاج والحاجة ليست بعيب ولا نقص.
وكل كسر فإن الدين يجبره ... وما لكسر قناة الدين جبرانُ
ابن مسعود من كملة الرجال، ومع ذلك محتاج، والتفاضل إنما هو بالتقوى لا بالمال.
"زعم ابن مسعود أنه وولده أحق من تصدقت به عليهم" تعني زوجها "فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((صدق ابن مسعود، زوجك وولدك أحق من تصدقت به عليهم)) " ما دامت الحاجة موجودة في البيت والصدقة صدقة نفل تطوع، فلا شك أن إنفاقها على الزوج والولد أفضل مع الحاجة من إنفاقها على غيرهم.
((صدق ابن مسعود، زوجك وولدك أحق من تصدقت به عليهم)) رواه البخاري.