((عقوق الأمهات)) كون العقوق يصدر من فاسق لا يستغرب، لكن كونه يصدر ممن ظاهره الصلاح وممن ديدنه حضور الدروس، وطلب العلم هذا هو الغريب، وكثير من الآباء والأمهات يشكون أولادهم الذين ظاهرهم الصلاح والاستقامة، تجده من أيسر الأمور أن يركب مع زميله لأي مشوار، والمشوار لزميله، يقول له: نبي نروح الآن سيارتي يقول للزميل: متعطلة أبيك توديني إلى التشليح مثلاً، هذا بعد صلاة العصر، ويركب معه، ويمضي العصر كامل والمغرب والعشاء وهو ما له مصلحة، والجو حار، والمناظر بعد ليست مؤنسة، ومع ذلك يسهل على نفسه هذا الأمر، لكن لو تقول له الوالدة: أنا أذهب إلى أختي في نفس الحي ضاق بها ذرعاً، وتضمر منها، وأنا مشغول، وأنتم عطلتموني عن طلب العلم، هذا مع الأسف يحصل من بعض طلاب العلم، كثير من الآباء يشكو، كثير من الأمهات أيضاً تبكي من ولدها، يسمع في الدرس مثلاً أن الورع كذا مثلاً من باب الورع مثلاً يسمع من الشيخ، ثم يلزمه أبوه بهذا الأمر الذي تركه من باب الورع، ثم يقول: لا أبداً، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ويصارحه بهذا، ولا يمكن، ولا أعينك على معصية، يا أخي المسألة ورع.