للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

((شهادة أن لا إله إلا الله)) وهذه الكلمة هي التي تعصم الدم ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله)) والنطق لا بد منه ((حتى يقولوا: لا إله إلا الله)) وعلى هذا لو وقر الإيمان في قلب عبد ولم يتمكن من النطق بها، وقر الإيمان في قلبه ولم يتمكن من النطق بها، جزم يقيناً بأن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبد الله ورسوله، لكن ما وفق بأحد يلقنه هذه الشهادة، أو يذكر له أنه لا بد من النطق بها، هل يدخل في الإسلام أو ما يدخل؟ الغاية: ((حتى يقولوا)) هذا ما قال، ولذا يقرر أهل العلم أنه ليس بمسلم حكماً، وأما فيما بينه وبين ربه الله يتولاه، لا يستطيع أحد أن يحول بينه وبين ربه، لكن في أحكام الدنيا ما أسلمت؛ لأن الغاية ما تحققت ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله)) قد يقول قائل: هذا يستبعد أن إنسان يقر الإيمان في قلبه ومع ذلك لا ينطق، ليش ما ينطق؟

يعني سؤال يقول: شخص له صديق نصراني ووقر الإيمان في قلبه، واقتنع بالإسلام، وذهبنا إلى شيخ ليلقنه الشهادة، الشيخ ما وفق لأن المسألة ما تحتاج إلى وقت، قال: الآن باقي على صلاة الظهر ربع ساعة، ونبغي نتجهز للصلاة، وإذا صلينا -إن شاء الله- نلقنه الشهادة، خرجا من عنده في تبادل إطلاق نار وقتل، ويسأل هل هو مسلم يغسل ويكفن ويصلى عليه وإلا ما هو مسلم؟ نقول: لا، حكماً ما أسلم، فهذا الشيخ محروم حقيقة حرم نفسه وحرم هذا المسكين، ومع ذلك فيما بينه وبين ربه الله يتولاه ((حتى يقولوا: لا إله إلا الله)) فالركن الأول من أركان الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله.