((وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله)) طيب، قد تجتمع المحبة الجبلية مع المحبة الشرعية، وقد تنفرد المحبة الجبلية دون الشرعية والعكس، فالرجل يحب ولده المستقيم لأنه اجتمع فيه الآمران يحبه جبلة لأنه ولده، ويحبه لأنه مستقيم، قد يكون الولد غير مستقيم يحبه جبلة، لكن يبغضه شرعاً، جار ليس بولد مستقيم يحبه شرعاً، وإن لم يكن هناك جبلة لأنه ليس بقريب، الزوجة المودة والرحمة التي جعلت بين الزوجين تبعث على المحبة؛ فماذا عن محبة المرأة الكافرة الكتابية؟ ((وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله)) هل يقدح في مثل هذا الحديث أن يحب المرأة التي من خصيصة الزواج المودة والرحمة، بل من نتيجته المودة والرحمة {وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً} [(٢١) سورة الروم] امرأة كافرة تقول: المسيح ابن الله، ويحبها للمودة والمحبة التي جعلت ومع ذلك يبغضها لدينها، فقد تجتمع المودة والمحبة من وجه دون وجه.