((وما يزال الرجل يصدق)) يعني لا يتحدث إلا بالصدق ((ويتحرى الصدق)) بحيث إذا أراد أن يتكلم نظر في الكلام قبل أن ينطق، فهو صاحب تحري وتثبت، يتحرى الصدق ليكون كلامه صحيحاً مطابقاً للواقع، إذا كانت هذه عادته وديدنه أخذاً من قوله:((وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً)) صديق، يعني منزلة الصديقية منزلة لا يبلغها إلا القليل النادر من الناس {فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء} [(٦٩) سورة النساء] منزلة الصديقين فوق منزلة الشهداء، ولم يشتهر بذلك إلا أبو بكر -رضي الله تعالى عنه-، والسبب في ذلك في القصة المعروفة لا يحتاج إلى ذكر.
((وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً)) حتى يكتبَ فيكتب في المستقبل أو في الحال أو في الماضي؟ نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
في المستقبل، في شيء يجد مما يكتب على الإنسان، أو أنه كتب له وعليه وانتهى؟ لأن قوله:((وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً)) هو ما كان صديق ثم صار صديق؟
طالب:. . . . . . . . .
عند الله -جل وعلا- في اللوح المحفوظ؟ نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
في الحال؟ لكن ما كتب عليه في اللوح المحفوظ أنه صديق؟