لا لا، ختم له بخير، هذا عاش ثمانين سنة يعمل الأعمال الصالحة وقته معمور بالعبادة وقبض على ذلك، والثاني بضده إلا أنه وفق لتوبة نصوح، وبدلت سيئاته حسنات، ومات على ذلك، على التوبة النصوح، وبدلت كل السيئات التي ارتكبها حسنات، أيهما أفضل؟
طالب:. . . . . . . . .
نعم يا الإخوان.
طالب:. . . . . . . . .
يقول: إن الذي عمل بالطاعة هذه المدة الطويلة ليس بمعصوم، قد تخلل هذه المدة شيء من المخالفة، وأما الذي عمل بمنكرات ثم تاب وبدلت سيئاته حسنات كلها، طيب، يقول: هذا ما تخلله شيء يخدش فيه؛ لأنها كلها حولت، فعلى هذا الثاني أفضل {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} [(٧٠) سورة الفرقان] نعم؟ لكن هل يستويان؟
طالب:. . . . . . . . .
أولاً: الذي عمل الحسنات طيلة عمره حسناته مضاعفة الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، المسألة مفترضة من شخص مخلص متبع، والشخص الذي بدلت سيئاته حسنات هل هذه الحسنات مضاعفة أو غير مضاعفة؟ لأن البدل له حكم المبدل، والسيئة لا تضاعف، إذاً الحسنة لا تضاعف، تبدل سيئة بحسنة، يعني مقابلة الحسنات {يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} [(٧٠) سورة الفرقان] مقابلة الجمع بالجمع تقتضي القسمة أفراد، يعني سيئة بحسنة، فهل يستويان؟ يستويان وإلا ما يستويان؟
طالب:. . . . . . . . .
ما يستويان، لا يستويان، وهذا من عدل الله -جل وعلا-، وإن كان في كلام لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- ما يدل على أن الحسنات المنقلبة عن سيئات لا يوجد ما يمنع من مضاعفتها، لكن العدل الإلهي لا شك أن الذي عمل بالطاعة والخدمة هذه المدة الطويلة ولم تحصل منه مخالفة، قد تحصل الزلة فيبادر بالتوبة منها، وأما الذي عمر عمره كله بالسيئات على كل حال فضل الله لا يحد، وهذا عنده -جل وعلا-، لكن في الميزان الشرعي لا يستويان.
طالب:. . . . . . . . .
لا لا، أنت لا تفترض أنه عاش بعد عشر سنين عشرين سنة، عاش بحيث تمكن من التوبة النصوح .... ، بدل كل سيئة حسنة.