للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالأقربين، هم أولى الناس بعنايتك ورعايتك، لكن إذا وجدت وأعيتك المسالك، وهذا حاصل في بعض البيوت أن الأب لا أثر له، ولا ينظر إليه، ولا يلتفت إليه، عليه أن يستمر بالرفق واللين، ويبذل أسباب أخرى تكون سبباً في هدايته، ويزاول ما يزاوله من النفع العام.

((ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه)) وليس في الحديث ولا في رواية من روايته: "أو يسلمانه" فدل على أن الإسلام هو دين الفطرة.

((كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء)) (تُنتج) ما سمع إلا على هذه الصيغة، على صيغة البناء للمجهول وهي للمعلوم ((كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء)) سليمة من العيوب، أطرافها كاملة، ما قطع منها شيء، مجتمعة، فيها جميع ما خلقت عليه، بهيمة جمعاء، وسميت البهيمة بهيمة لأنها لا تنطق، كما تسمى عجماء.

((هل تحسون فيها من جدعاء)) يعني مقطوعة الأذن، مكسورة القرن، مقطوعة اليد، مقطوعة الإلية، هي مجتمعة، أطرافها متكاملة ((هل تحسون)) هل تجدون فيها من جدعاء؟ "ثم يقول أبو هريرة ... " يعني ألا يمكن أن تولد بهيمة ناقصة الخلقة؟ ما يمكن أو يمكن؟ يمكن، لكن هذا هو الأصل، وهذا هو الغالب أنها تولد كذلك، ثم يحصل لها ما يحصل.