لهم النصيحة، لا شك أن هذا خلل في التصور، يعني يعنى بأولاد الناس، ويقضي وقته كله مع الناس، في وظيفته، في عمله، أحياناً في دعوته، وأولاده في أمس الحاجة إليه فلا بد من التوازن، يصرف لأولاده ما يكفيهم لينشئوا على الدين والخير والفضل، ويصرف للناس ما يستطيعه، فالتربية شأنها عظيم، ولذا يقول -جل وعلا- في الدعاء المعروف:{وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا} إيش؟ {كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [(٢٤) سورة الإسراء] فالآية تدل على أن الذي لا يربي ولده التربية الصحيحة لا ينال مثل هذه الدعوة، ولا يستحق مثل هذه الدعوة، فيكون الحرص على النفس وعلى الولد وعلى الأقربين أشد من الحرص على غيرهم، نعم قد يكون القبول بين الأولاد والأسرة من هذا العالم ومن طالب العلم أقل من الناس، فيرى الأثر والنتيجة في أولاد الناس ولا يراه في ولده، فيمل ويتركهم، فعلى الأب أن يعنى بأولاده ولو. . . . . . . . .، ولو وجد مثل هذا، يحرص ويجاهد، ولو بأن يبذل السبب في أن يصحبهم الصحبة الطيبة؛ لأن أثر الوالد أحياناً قد يكون أقل، وكما يقال: أزهد الناس بالعالم أهله وجيرانه؛ لأنهم يرونه على أوضاع كثيرة، وفي حالات مختلفة فتخف قيمته عندهم، ويخف وزنه؛ لأنه وجد من النساء زوجها عالم كبير معدود بعلماء الأمة ثم إذا قال شيئاً قالت: لا، الشيخ الفلاني يقول كذا، وإن كان من أصغر طلابه، وجد هذا؛ لأنها تراه على أوضاع مختلفة، وأحياناً في ابتذال، وأحياناً في وضع غير مناسب، وأحياناً .. ، هذه هي عادة الناس إذ خلوا، والعالم ابن مجتمعه، ما هو منزل من السماء له مواصفات خاصة، لا، يزاول ما يزاوله الناس، ويحتاج ما يحتاجه الناس، لكن على كل حال على الأب أن يبذل النصيحة، وأن لا يموت غاشاً لرعيته، معللاً ذلك بأنه يزاول أعمالاً صالحة وفيها خير ونفع للناس، نعم النفع مطلوب، والدعوة مطلوبة، والتعليم مطلوب، والقضاء مطلوب، والإفتاء مطلوب، لكن كما جاء في الأمر الإلهي:{وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [(٢١٤) سورة الشعراء] النبي -عليه الصلاة والسلام- أول ما بدأ بأقاربه:((يا فاطمة بنت محمد)) ((يا صفية عمة رسول الله)) ((يا عباس عم رسول الله)) المهم أنه يبدأ