على كل حال إذا كان الإمام يقرن القول بالفعل بمعنى أن قوله: سمع الله لمن حمده مقترن برفعه من الركوع فإذا انقطع صوته، وإذا عرف من عادته -مع أنه لا ينبغي- أنه لا يقول: سمع الله لمن حمده حتى يعتدل، أو يقول: سمع الله لمن حمده قبل أن يستتم، فمثل هذا الذي يراه يقتدي بالفعل، والذي لا يراه يقتدي بالقول.
أنا أريد طلب العلم، فبماذا تنصحني؟
هناك أشرطة ومحاضرات في هذا الشأن يرجع إليها؛ لأن هذا سؤال طويل.
يقول: أشكلت علي قاعدة: أن ما كان سببه موجوداً في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يفعله فهو بدعة مع الخطوط في الصفوف في المساجد ونحوها.
ما قام سببه في عهد النبي -عليه الصلاة والسلام- ولم يفعله لا شك أن هذا اختراع لا سيما إذا كان عبادة أو متعلق بعبادة، إذا قام سببه ولم يفعله النبي -عليه الصلاة والسلام- فهو بدعة، لكن قد يقوم السبب في عهد النبي -عليه الصلاة والسلام- والسبب موجود، لكنه أقوى من السبب الذي كان في عهده -عليه الصلاة والسلام-، مثل المثال الذي ذكره الخطوط هذه التي في المساجد، السبب موجود في عهد النبي -عليه الصلاة والسلام-، لكنه في عصرنا زادت الحاجة إليه، فالسبب قوي، قوي على ما كان عليه في عهد النبي -عليه الصلاة والسلام-، في عهده -عليه الصلاة والسلام- المسجد صغير يرى طرفه من يمينه ومن شماله، ويبصر الأبعد مثل ما يبصر الأدنى، ويقومهم -عليه الصلاة والسلام- كما يقوم السهام، علماً بأن الأرض لم تكن مفروشة، والخط فيها ينتهي بسرعة تراب، إذا خط في تراب وداسه الناس بأقدامهم انتهى، فلا يحقق الأثر المطلوب، وأما في عهدنا فانظر إلى مصليات العيد التي ليس فيها خطوط، الصفوف مستديرة كاستدارتها على الكعبة، الصفوف مستديرة، وأحياناً تكون متعوجة كثيراً، والإمام لا يمكنه أن يحيط بهم، والناس لا يكفيهم أن يقال: استووا، اعتدلوا، تراصوا، ما يكفيهم هذا، ولا يرعوون ولا ينتبهون، فمثل هذا الحاجة داعية، وهي أدعى منها في عهد النبي -عليه الصلاة والسلام-، فالمسألة فيها أخف، لكن لو كان السبب متحد، قوته الآن مثل قوته في عهد النبي -عليه الصلاة والسلام- نقول: بدعة.