هذا الذي تسعفه الحافظة، ويستطيع أن يميز بين هذه المنظومات عند الحاجة، وهذا ترى فيه شيء من الصعوبة، هذا الذي يستطيع لا مانع أن يحفظ، لكن عموم طلاب العلم يتشوشون، يحصل عندهم تشويش، إذا أراد أن يذكر بيتاً من الألفية تقدمه بيت من البيقونية، وإذا أراد بيت من البيقونية جاءه من نظم النخبة وهكذا، فلا يستطيع التمييز بينها بدقة، وهذا حصل لنا ولغيرنا، لكن الذي عنده من الحفظ، من الضبط والإتقان بحيث لا يختلط عليه الأمر، فهذا نور على نور، طيب، ينفع مثل هذا، لكن أنا أقول: في بداية الأمر من أراد أن يتدرج في علم المصطلح يقرأ البيقونية مع شروحها ويفهمها، ثم بعد ذلك يقرأ النخبة مع شروحها المطبوعة والمسجلة، ثم بعد ذلك اختصار علوم الحديث للحافظ ابن كثير، كل هذه ما تكلف شيء ما تأخذ وقت، يعني البيقونية يمكن يفهمها في يوم أربعة وثلاثين بيت، والنخبة مع شرحها تحتاج إلى أسبوع مثلاً، وابن كثير يحتاج إلى عشرة أيام، ما تؤخر، ثم إذا فهم هذه المصاعد التي تجعله في مستوى حفظ الألفية وفهم الألفية يقتصر حفظه على الألفية، ألفية العراقي.
يقول: ما حكم من ترك الركوع والطمأنينة عمداً؟
من ترك ركناً بطلت الركعة التي تركه منها، يقول أهل العلم: ومن شك في ترك ركن فكتركه، لما سجد شك هل ركع وإلا ما ركع؟ هذا كأنه لم يركع، فمثل هذا تبطل الركعة وتقوم مقامها الركعة التي تليها.
يقول: هل يجمع الإنسان بين نوعين من دعاء الاستفتاح أم يكتفي بدعاء واحد؟ وهل للنوافل دعاء استفتاح أم ما ورد خاص بصلاة الليل؟
أما الجمع بين نوعين من أدعية الاستفتاح فقد ورد الجمع بين:((سبحانك اللهم وبحمدك)) وجزء من حديث علي -رضي الله عنه-، لكن الأكثر على أنه لا يجمع بين اثنين، كما أنه لا يجمع بين تشهدين، وذكرنا بالأمس أن الاختلاف في صيغ دعاء الاستفتاح وصيغ التشهد أنه من اختلاف التنوع، وعلى هذا يستفتح في هذه الصلاة بكذا، ويستفتح في الصلاة الثانية بكذا وهكذا، ويستعمل جميع ما ورد، ويجعل ما ورد في صلاة الليل بالليل، وما ورد في صلاة النهار أو مطلقاً يجعله للفرائض وغيرها من النوافل.