يقول: هل يصح سنة الوضوء مع سنة الظهر القبلية أو سنة المغرب مثلاً؟ وهل يجوز لي أن أجمع بين نافلة وصلاة الاستخارة؟
التداخل هنا ممكن، يعني توضأ وصلى تحية المسجد تتداخل، توضأ وصلى راتبة الظهر القبلية تتداخل، ممكن تتداخل، ما في إشكال؛ لأن هذه نوافل، نعم؟
طالب: الأجر.
الأجر إذا قصد يحصل -إن شاء الله تعالى-.
وهل يجوز لي أن أجمع بين صلاة نافلة وصلاة الاستخارة؟
صلاة الاستخارة مقصودة لذاتها، ولما يجيء بعدها من دعاء، فالذي عندي أنها لا تدخل في غيرها.
يقول: أشتكي من كثرة الأكل، وكما تعلمون أن كثرة الأكل مذموم، وحاولت كثيراً التقليل منه ولمدة طويلة، ولكن ما استطعت، يقول: وإن فعلت فكنت أقلل لفترة وجيزة لا تتجاوز الأسبوعين، ثم أعود إلى ما كنت عليه، فما نصيحتكم؟
الإشكال أن كثرة المأكولات التي وجدت في عصرنا ولم تكن موجودة قبلنا، والتفنن في إعداد الأطعمة يجعل الإنسان يسرف في الأكل، والمشكلة أن هذه الشكوى كثيرة يعني، أناس عاشوا مدد متطاولة على نمط من الأكل، ثم انفتحت الدنيا، وتنوعت المأكولات، وتمن الناس، ثم صاروا يأكلون ما لا يأكلونه قبل، ولا شك أن كثرة الأكل مذموم، ويعوق عن تحصيل مصالح عظيمة كما يقول أهل العلم:"البطنة تذهب الفطنة" ولهذا أثر على الحفظ، وأثر على العبادة، وأثر على اجتماع القلب، وكثرة الأكل من الصوارف والصواد التي تصد الإنسان عن الإقبال على الله -جل وعلا-، ومن أسباب غفلة القلب، من أسباب الغفلة.
ذكر ابن القيم -رحمه الله- في مدارج السالكين أن كثرة الأكل، وكثرة النوم، وكثرة الخلطة، وكثرة الكلام، وكثرة الاستماع بما لا ينفع كل هذه تأثيرها على القلب كأنها فُرج أو فتحات يتنسم منها القلب المجتمع، يعني أنت تصور أنك وضعت طيب في مكان ومغلق محكم الإغلاق يحتفظ به مدة طويلة، لكن لو كثرة هذه الفتحات في هذا المكان يستمر هذا الطيب وإلا ما يستمر؟ هذه كأن القلب يتنفس من خلالها في تضييع ما جُمع، فعلى الإنسان أن يقلل من هذه الأمور.
يقول: أنا أعمل وراتبي من حق من؟ أهو من حق الأم أم من حق الأب؟ فإن أبي يأخذه ولا يعطيني منه شيء؟