للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

((لا يهدي لأحسنها إلا أنت)) من بيده الهداية؟ الله -جل وعلا-، هداية القبول والتوفيق بيد الله -جل وعلا-، أما هداية الدلالة والإرشاد فهي بيد محمد -عليه الصلاة والسلام- وغيره من الأنبياء وأتباعهم إلى قيام الساعة، يدلون الناس على الخير ويهدونهم إليه، لكن القبول والتوفيق من الله -جل وعلا-، وقد يكون بعض الناس سبب في هداية الشخص لأحسن الأخلاق، تجدون بعض الناس بالمصاحبة تجدوه خلقه سيء، ثم إذا صحب شخصاً خلقه حسن تأثر به والعكس، لو كان الخلق حسن ثم صحب شخص سيء الخلق تأثر به، حتى البهائم تؤثر، الغلظة والجفاء في الفدادين رعاة الإبل؛ لأن الإبل مجبولة على الجفاء، فيتأثر صحابها بها، بينما راعي الغنم يتأثر بها في الهدوء واللين وحسن الخلق، إذا كانت البهائم تؤثر فكيف بالجليس الصالح؟!

يعني بعضهم يقول: إذا كانت الإبل جبلت على هذا، والغنم جبلت على .. ، وهذا استنباط، مجرد استنباط، ويطرحوه للنقاش، جبلت على اللين، يعني الغنم ليست كالإبل وهذا واضح، يقول: هل نقيس على هذا مثلاً السيارات الكبيرة تجعل صاحبها سيء الخلق مثلاً، السيارات الصغيرة يعني أخف منها أو شيء من هذا؟ الظاهر أن هذا ما له أثر؛ لأن الشيء الذي يؤثر ما جبلت عليه، السيارات الكبيرة يمكن أنها جبلت على الرفق أكثر من الصغيرة؛ لأن ما في طبلونها من السرعة إلا شيء ما يجعل الإنسان يطيش ويتهور مثل السيارات الصغيرة، بعض الناس يستروح يقول: إن الشاحنات الترلات مثل الإبل، كبار فتأخذ حكمها، ما يظهر هذا، والواقع يشهد أن بعض السيارات الصغيرة بأيدي هؤلاء الشباب الطائشين يمشون سرعة هائلة، ويؤذون الناس بقيادتهم أكثر من أصحاب السيارات الكبيرة، وعلى كل حال هذا مجرد استرواح وطرحه للنقاش ما يمنع أن يطرح.

((واصرف عني سيئها)) يعني الإنسان مع كونه يروض نفسه على حسن الخلق، وترك سيء الأخلاق، ومع ذلك يستعين بالله -جل وعلا-، وأهل العلم يوصون الشخص إذا كان كثير الغضب، وعنده شيء من سوء الخلق عليه أن يتمرن ويتخلق، ومع ذلك يكثر من الاستغفار، وهذا يذكر عن حذيفة -رضي الله عنه-.