((واصرف عني سيئها، لا يصرف عني سيئها إلا أنت)) يعني لا يملك صرف سيء الأخلاق إلا الله -جل وعلا-، وعلى الإنسان أن يكثر من دعاء موسى:{قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي} [(٢٥ - ٢٦) سورة طه] شرح الصدر مهم، وهناك وسائل تعين وأسباب تعين على شرح الصدر، وقد بينها ابن القيم في مناسبات من كتبه، وابن رجب أيضاً تكلم عنها، فعلينا أن نحرص عليها.
نوناً تلي الإعراب أو تنويناً ... مما تضيف احذف كطور سينا
فالنون حذفت للإضافة ومعنى ((لبيك)) من لبى بالمكان أي أقام به، فيكون المعنى حينئذٍ: أنا مقيم على طاعتك، وإجابة أمرك، إقامة بعد إقامة؛ لأن لبيك تثنية، وسعديك كذلك، إسعاداً بعد إسعاد لأوامرك، واجتناب نواهيك، أو سعادة بعد سعادة تحصل لي بامتثال أوامرك، واجتناب نواهيك.
((والخير كله في يديك)) خزائن الأمور كلها بيد الله -جل وعلا-، الخير كله بيد الله -جل وعلا-، والمحتاج يأتي إلى التاجر والتاجر عنده خير، والمراد بالخير المال {إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ}[البقرة: ١٨٠] يعني مال، هذا التاجر عنده خير؛ لأن عنده مال، فيأتي الفقير ويدفع له ما يدفع به حاجته، ويأتيه آخر فلا يعطيه شيئاً، هل نقول: إن هذا التاجر أعطى ومنع، أو أن الله -جل وعلا- هو المعطي وهو المانع؟ الله -جل وعلا- هو المعطي وهو المانع، هو الذي أعطى زيد ومنع عمرو، وأما التاجر فهو وسيلة وسبب في إيصال هذا الخير إلى هذا المعطى، وسبب في حرمان من مُنع، والمعطي هو الله -جل وعلا-، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول:((إنما أنا قاسم والله المعطي)) وأما الخلق فهم أسباب يجري الله على أيديهم ما ينفع، وقد يجري على أيديهم ما يضر.