((وتعالى جدك)) تعالى يعني تعاظم قدرك، وتعالى جدك، والجد يأتي بمعنى العظمة، ويأتي أيضاً بمعنى القدر، ويأتي بمعنى الحظ والنصيب، وقال بعض المفسرين في تفسير سورة الجن في قول الله -جل وعلا-: {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا} [(٣) سورة الجن] قال بعض المفسرين: إن هؤلاء الجن جهلة، يعني أول يدخلون في الإسلام الآن ما يعرفون شيء عن الإسلام، وظنوا أن للرب جداً، تعالى الله عن هذا القول، ووصفوا هذا الجد، الجد الذي هو أبو الأب، قال بعض المفسرين: إنهم جهال، لا يعرفون عن الله -جل وعلا- ما يقتضي تعظيمه عن مثل هذا الوصف، أنهم ظنوا أن له جداً كغيره، تعالى الله عما يقولون، أو عما قيل، لكن هذا القول ليس بشيء، لماذا؟ لأن القرآن نزل مؤيداً له، وبحضرة النبي -عليه الصلاة والسلام- ما أنكر النبي -عليه الصلاة والسلام- فكيف يسوغ مثل هذا الكلام؟! هذا وجد في كتب التفسير، لكن كيف يسوغ بحضرة النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول مثل هذا الكلام ولا ينكره! وينزل القرآن بذكره من غير تفنيد؟ هذا لا يمكن، هذا قول لا حظ له من النظر.
((ولا إله غيرك)) يعني لا معبود بحق سواك يا الله، وإن عبد معه غيره، لكنه ليس بحق، معبودات باطلة {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} [(٩٨) سورة الأنبياء].
"ثم يقول: ((الله أكبر كبيراً)) " يعني بعد دعاء الاستفتاح هذا يقول: الله أكبر كبيراً، وجاء عن ابن مسعود أيضاً ((والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً)) لكن هذا المعروف عن ابن مسعود في تكبيرات صلاة العيد لا في هذا الموضع.
على كل حال هذا موجود في حديث أبي سعيد، وحديث أبي سعيد فيه كلام لأهل العلم نذكر شيئاً منه عند كلام المؤلف.
"ثم يقول: ((أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم)) " لماذا؟ لأنه يريد أن يقرأ {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ} [(٩٨) سورة النحل] هذا الأمر يشمل القراءة في الصلاة وخارج الصلاة.