"يستفتح الصلاة بالتكبير، والقراءةَ بالحمدُ لله رب العالمين" الحمدُ مرفوع على الحكاية، يعني ويستفتح القراءة بالحمد لله رب العالمين، يستدل بهذا من لا يرى الاستفتاح ولا يرى التعوذ ولا البسملة، الله أكبر الحمد لله رب العالمين؛ لأن الحديث:"يستفتح الصلاة بالتكبير، والقراءة بالحمد لله رب العالمين" وهذا معروف عند المالكية أنه لا استفتاح، ولا تعوذ، ولا بسملة، والجمهور يرون الاستفتاح، وقد دلت الأدلة الصحيحة الثابتة عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه يقول بين التكبير والقراءة دعاء الاستفتاح، ويتعوذ ويسمي، طيب ماذا عن هذا الحديث:"يستفتح القراءة"؟ فهل دعاء الاستفتاح قراءة؟ دعاء الاستفتاح ليس بقراءة، فهو يستفتح القراءة وإذا كان يستفتح القراءة بالحمد لله رب العالمين لا منافاة بين أن يوجد الاستفتاح قبل القراءة، والقراءة إنما تفتتح بالحمد، يوجد الاستفتاح ويوجد التعوذ من أجل القراءة، يوجد الاستفتاح؛ لأنه ليس بقراءة، فلا ينفيه هذا الحديث، ويوجد التعوذ الذي هو من أجل القراءة عند إرادة القراءة، كما ثبت في الآية والأحاديث، ويبسمل، ويكون المراد بالحمد لله رب العالمين هذه الجملة علم على هذه السورة، يعني اسم الفاتحة: الحمد لله رب العالمين بما فيها البسملة عند من يقول بأن البسملة آية من آيات الفاتحة كالشافعي على الخلاف بين أهل العلم، هل البسملة آية من الفاتحة أو ليست بآية؟ هل هي آية من كل سورة أو ليست بآية من أي سورة؟ أو آية واحدة نزلت للفصل بين السور؟ خلاف بين أهل العلم.
والبسملة بعض آية من سورة النمل إجماعاً، وليست بآية في أول التوبة إجماعاً أيضاً، وما عدا ذلك من السور خلاف، منهم من يقول: إنها آية من كل سورة، ومنهم من يقول: هي آية من سورة الفاتحة فقط، ومنهم من يقول: هي آية في القرآن كله نزلت للفصل بين السور.