فالذي يقول: إن البسملة آية من الفاتحة نعم يفتتح القرآن بسورة الحمد بما فيها البسملة، والذي يقول: إنها ليست بآية من الفاتحة يقول: حكمها حكم الاستعاذة، فالاستفتاح ليس بقرآن ولا بقراءة، يستفتح القراءة بالحمد فلا ينفي أن يستفتح، يتعوذ لإرادة القراءة كما أمر، والبسملة أيضاً ثبتت أنه كان يبسمل قبل السور، المقصود أن مثل هذا لا ينفي الاستفتاح ولا التعوذ ولا البسملة؛ لأنه ورد نصوص مفسرة مفصلة تبين أنه -عليه الصلاة والسلام- كان يستفتح ويتعوذ ويبسمل قبل قراءة الفاتحة.
"وكان إذا ركع لم يشخص رأسه ولم يصوبه" يشخص رأسه يعني يرفع رأسه، يعني لا يرفع رأسه هكذا، لم يشخص رأسه {لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ} [(٤٢) سورة إبراهيم] يعني ترتفع، ولم يصوبه، يخفض رأسه، بل يكون الرأس بمستوى الظهر، لا يشخصه بمعنى يرفعه، ولا يصوبه يعني يخفضه، ومنه قيل للمطر: الصيب، لماذا؟ لأنه ينزل في الأرض ((اللهم اجعله صيباً نافعاً)) يعني نازلاً ينفع الأرض -إن شاء الله تعالى-.
"ولم يصوبه، ولكن بين ذلك" يعني يكون باستواء الظهر "وكان إذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد حتى يستوي قائماً" يعني لا بد من الطمأنينة في هذا الركن، وحتى يعود كل فقار إلى مكانه على ما تقدم "وكان إذا رفع رأسه من السجدة لم يسجد حتى يستوي جالساً" وفي هذا رد على من لا يرى الطمأنينة في هذين الركنين، وفصلنا هذا بالأمس.